شينة كورتنا سبعة أروح وخمسة نجوم

[ALIGN=CENTER]شينة كورتنا
سبعة أروح وخمسة نجوم !
[/ALIGN]
شوية تهيؤات:
أثناء استغراقي في (هبهبة) العيال بالجريدة، علّها تحرك ساكن الهواء وتلطف الجو الكاتم، وتطرد عنهم كتائب الباعوض، تعالى صوت صفافير وصياح وضجّة شقّت جوف الليل والحر والظلام، فـ (انخلعت) لبرهة قبل أن أستدرك (آآآآ .. الليلة ما كورة الهلال) .. عاودت التهبيب وقد انفرجت أساريري بشبة ابتسامة وأنا أحدث نفسي بالتمني:
يكونوا الهلالاب جابوا قون .. الله معاهم !
ثم نقنقت بشيء من البرطمة على انقطاع الكهرباء في هذا الوقت العصيب:
هسي ده وكت تطلع فيهو التوربينات من الخدمة وللا قاصدنّها معاهم ؟ غايتو ناس السدّ ديل طلعوا مريخّاب عديل !!؟
ثم شلت الهم من العواقب: عاد يا ساتر ما يقوموا الجماعة ديل لو غلبوهم يمرقوا يطقّعوا الناس .. مغسة بس!
مرّ بعض الوقت ثم تعالى صوت الصفافير مرّة أخرى، فحدثت نفسي:
أجي يا يمّة جيت لي جابوا القون التاني .. خلاس بعد ده أمنّوا الموقف مافي خوف عليهم في الإياب ..
أخدت لي دقسة، ربما طالت بعض الشيء لأستيقظ مفزوعة على أصوات ضجيج تصم الآذان، أعقبها مرور عربة بالشارع كان قائدها يمسك بـ (البوري) ويطلقه على طريقة بص السيرة للتعبير عن فرحته، ولعل تلك الفرحة بـ (النصر) قد انسته صغار وعجائز الحي النيام، كما أنسته أن غياب الكهرباء والظلام الدامس له فعل (الفاليوم) على الناس فغالبا ما ينام الجميع من المغارب .. صغير وكبير متل (الجداد)، ولكن انهارت كل تلك (التهيؤات) في لحظة، عندما حضر أبو العيال ونقل لي خبر هزيمة الهلال (خمسة اتنين) .. سألته في دهشة:
غلبوهم وفرحانين جنس الفرحة دي .. زفة وبوري وصفافير ؟! الجماعة ديل فكّت منّهم وللا شنو ؟!
فأجابني بما أثار دهشتي أكثر: لا .. الفرحانين ديل المريخاب .. شمتانين في الهلالاب عشان شمتو فيهم يوم داك !
مصمصت الليمون برهة على ما آل إليه حال كورتنا، قبل أن أقبّل على قبيلتي:
عاد يا المريخاب .. منّكم وأبرا منّكم !!
ولكني تذكرت أن الهلالاب هم من بدأ بالشماتة، متناسين أن من يشمت في هزيمة اخيه فسوف يعافيه الله ويبتليه ؟!
شوية وطنيّة:
مررنا ذات مساء بمباني استاد المريخ في طريقنا لمشوار، فأشار اليه أبو العيال وقال (ده استاد المريخ يا أحمد) فسأله الصغير سؤال مباغت:
انت الهلال أحسن وللا المريخ ؟ صاحبي قال لي: الهلال أحسن عشان كده الهلالاب أكتر من المريخاب !!
صمت أبيه ربما بحثا عن اجابة دبلوماسية، فبادرت للقول بصراحة و(شفافية):
مرات كتير الهلال بيكون أحسن من المريخ !
الحقيقة التي خرجت منّي في لحظة تجلي، جعلتني أسترجع حال الفريقين عبر السنين ..
حقيقة، تبادل الفريقان موقع الصدارة وإن حازه الهلال أكثر من رصيفه – وليس وصيفه – المريخ، ولكن دعونا نعترف وبنفس الشفافية (وأجرنا على الله) أن تلك الافضلية كانت من نصيب الهلال بسبب التزامهم بـ واوين .. (ولاء للشعار) و (وطنية)، أما سبب تأخر المريخ فبسبب دالين (دلع) و(دغالة) وتعالوا نفند الدالين:
لا أمتلك (statement) من البنوك، تفيدني بالموقف المالي لـ (الوالي) و(ادريس) وأيهما أقوى، ولكن الشاهد يقول أن للوالي على المريخاب (يد سلفت ودين مستحق)، وانه صرف صرف من لا يخاف التلف على (الشكلّيات) .. مصاطب وكراسي حتى تسبب في شح البوهية الحمراء والصفراء عندما جعل المقصورة فاقع لونها تسر الناظرين، كما لم يقصّر في (الكيفّيات) .. اشترى اقدام اللاعبين العالميين كـ (وارغو)!، واجتهد في استقدام المدربين النافعين والما نافعين وحفّز اللاعبين بالملايين .. ولكن ما لم يفلح فيه بتاتا فهو (تبريك الاناطين) لنفض الكجاجة عن كدايس كدارات المدافعين ! وإلا كيف بالله أستهلك لاعبينا المدلّعين أرواح كدايس الهزائم السبعة ؟ !
هذا عن دال (الدلع)، أما دال (الدغالة) فقد شهد بها شاهد من أهلنا، عندما حكى أحد أفراد طاقم التدريب أن السبب الأول في موسرة (وارغو) هو غيرة اللاعبين التانيين، واستخسارهم على (وارغو) الملايين الدفعوها على كرعينو الشُتُر ومكعوجين، فتآمروا عليه وقاطعوا (المباصاة) منه وإليه، فكانت تلك الدغالة البيّنة السبب في إلحاقنا بالهزيمة وراء الهزيمة، وحرق أعصاب المريخاب المساكين.
كسرة:
شمت الهلال في هزيمة المريخ فردها إليه الأخير في (صالة الأفراح) الخمسة نجوم، ودعونا نهدي للهلال تلك الدعوة:
ان شاء الله دايما يغلبك المريخ بي صرف الملايين، وتغلبو بـ تبريك الاناطين .. أما نحنا جماهير شعب الهلال والمريخ المساكين فـ لينا الله وعيشة السوق.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version