** خرجت توربينات كهرباء سد مروي التي كانت تتباهى بإنتاجها وفائضها وحدة السدود قبل أسبوع ،خرجت عن شبكات الهيئة المتهالكة ، فأستغرق تشغيل المولد الخاص الذي وفرته الهيئة للهلال تحسبا لهذا الخروج المتوقع للتروبيات ، إستغرق تشغيل هذا المولد ثلث الساعة ، وهي الفترة الزمنية التي إعترفنا فيها للدنيا والعالمين بأن هتاف ( الرد السد ، السد الرد ) لم يؤتِ أكله بعد ، وما سبق كان هتافا فقط لاغير ، أوهكذا نفى الواقع المظلم باستاد الهلال – في عشرين دقيقة فقط – ما شاهده العالم في إحتفال يوم كامل بمروي ..علما بأن تشغيل المولد الخاص بالهيئة تم بعد إكتشاف الفريق الهندسي عطل مولد نادي الهلال ، أي حتى إدارة الهلال لم تكن بأفضل حال – في شأن تجهيز الملعب – من حال ( وحدة السدود وهيئة الكهرباء ) ..كلهم – أسامة ومكاوي وصلاح – كانوا سواسية في ترك أمر الإضاءة لكواكب القدر وأقمار القضاء ..!!
** ولايذهب بك الظن – صديقي القارئ – بأن حديثي عن إنقطاع التيار العام فحسب ، لا ، فالحديث عن التيار العام كما الأذان في مالطا سابقا ، ولكن مايجب التحديق فيه بحزن وأسى هو أن تشغيل المولد الخاص ليضئ الملعب بديلا عن التيار العام يستغرق زمنا مقداره ثلث الساعة ..هذا الزمن يعكس لك بكل وضوح الجاهزية التي تتمتع بها إدارتا الهيئة والهلال عند الطوارئ ،وهي جاهزية سلحفائية تستحق الإشادة لأنها لم تبق الفريقين والجمهور والحكم بارض الملعب حتى مطلع الفجر ..بالله عليكم كيف لناد كما الهلال يعجز عن توفير مولد طوارئ تضئ طاقته حى العرضة كله ، ناهيك عن إضاءة ملعبه فقط ..؟..ثم بالله عليكم يا عقول الهيئة القومية ، كيف فات عليكم بأن حدثا كهذا يستدعي تجهيز كل طاقة الخرطوم – الحرارية منها والمائية – قبل وقت كاف حتى لاتحرجوا الشعب والبلد أمام العرب والأفارقة ، خاصة أنكم أكثر الناس علما- وثرثرة – بأن كهرباء سد مروي لم تستقر في شبكتكم المتهالكة بعد ..؟..ولا ننتظر إجابة مقنعة غير أنكم عقول تدمن اللامبالاة و..( إحراج السودان ) ..!!
** وفى وضع كهذا ، ليس في الأمر عجب أن تصفعنا الهزائم وتلطمنا الخسائر وتلاحقنا المحن..فالبنيان – كل البنيان وليس الرياضي فحسب – لن يبلغ يوما تمامه في هذا البلد الحبيب ما لم تتوفر إرادتا المساءلة والمحاسبة في كل مناحي حياتنا العامة بلامحاباة أوتلكؤ أوتبرير فطير ..وأعلم – رعاك الله – بأن وراء كل هزيمة أوفشل ثقافة لاتعرف فوائد المساءلة والمحاسبة .. وبالتمترس خلف تلك الثقافة نهزم آمالنا كل يوم ، وما كان الأحد الفائت إلا يوما ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 06/10/2009 العدد 5848
tahersati@hotmail.com