جاء فوز سفيرة الرومانسية وملكة الحب والإحساس الصادق النجمة اللبنانية إليسا قبل أيام بجائزة World Music Award 2010، التي تُمنح للمطربين الأكثر مبيعا في أنحاء العالم عن ألبومها “تصدق بمين” تكرارا لإنجازها الذي سبق لها تحقيقه، حين حازت الجائزة ذاتها عامي 2005 و2006، وتُعد بذلك المطربة الوحيدة التي حازت ثلاث جوائز ميوزيك أوورد، والرائع أنها اعتبرت فوزها بالجائزة بمثابة بداية مرحلة جديدة لها، ما أهّلها لأن تحمل لقب “نجم الأسبوع”.
رهان على الرومانسية
راهنت إليسا على الرومانسية والحب والمشاعر الرقيقة للمرأة الشرقية المرهفة الراقية، في الوقت الذي دخلت فيه الأغاني ما يشبه الضجيج والصراخ، حتى أصبحت الكلمات أقرب إلى الشتائم والإهانات، فكسبت الرهان وتنوعت أغنياتها بين الرومانسي الشرقي والمقسوم والغربي والحديث، وتأكدت أن الإحساس هو ثروتها الحقيقية التي تعتمد عليها، وتنميها في كل أغنياتها.
وعلى رغم اعترافها بأن طاقاتها الصوتية محدودة، إلا أنها تؤكد أن إحساسها العالي وحسن اختيارها للكلمات والألحان صنعا نجوميتها وقرّباها من الجمهور لتكوّن قاعدة كبيرة.
كما أشاد عدد من الفنانين بموهبتها، ومن بينهم ملحم بركات وماجدة الرومي وهند رستم، التي قالت إنها أكثر إحساسا وعذوبة في الصوت من هيفاء ونانسي، ويبدو أن دراستها وهي صغيرة في مدرسة داخلية لم تتح لها رؤية والديها وإخوتها الستة إلا أيام العطلات مما أثر كثيراً في حياتها وعلّمها النظام وتحمل المسؤولية وقوة الشخصية، ومن ثم اتخاذ قرارها بالاستقلال بحياتها بعيداً عن أسرتها البسيطة العصامية التي تفتخر بها.
إغراء وغرور
اقترنت بداياتها في أول كليب لها، وارتدت فيه ملاءة بيضاء فقط “شرشف”، بالإغراء الزائد عن حده وهو ما عرّضها لانتقادات كبيرة وهجمة إعلامية تكررت مع كليب “وآخرتا معك”، ثم في “أجمل إحساس” نظرا لحرارة أدائها مع الموديل في الكليب، وهو ما دعاها للدفاع عن كليباتها العارية، مؤكدة أنها مع أن تكون امرأة حلوة، وأن مفاتن الجسد قد تسرق الأضواء من الأغنية، ولكن هذا قد يحدث مرة أو اثنتين في أثناء مشاهدة الكليب، وأنها قدمت إغراءً لم يصل إلى درجة الابتذال.
ويأخذ العديد عليها عصبيتها الزائدة عن الحد، وهو ما ترجعه إلى شعورها الدائم بالقلق، والتفكير المستمر في عملها، وتصف اتهامها بالغرور بأنه مجرد ثقة بنفسها في موهبتها.
كما أن إليسا كانت ولا تزال هدفاً للشائعات رغم محاولاتها المستميتة في ضبط علاقاتها بالصحافة على قاعدة التحري الشديد في نزاهتها، لكن لاحقتها المشكلات في خلافها مع مكتشفها جون صليبا، الذي سعي لتقديم “ميليسا” ليحرقها بها، إلى جانب اصطدامها بالتلاسن مع أمل حجازي ونوال الزغبي ونانسي عجرم، وبعض الملحنين والشعراء والموزعين.
ألبومات وإعلانات
حرصت إليسا على طرح ألبوم جديد كل عامين أو أقل، فطرحت “وآخرتا معك” عام 2000، و”عايشالك” 2002، و”أحلى دنيا” 2004، وكان بداية تعاونها مع شركة روتانا، و”بستناك” 2006، و”أيامي بيك” 2007، و”تصدق بمين” 2009.
وتميزت في كليبات “كل يوم في عمري” و”ارجع للشوق” و”حبك وجع” و”بتمون” و”أواخر الشتا” و”ع بالي حبيبي” المقرر عرضه خلال الصيف الجاري.
وتعاونت مع مخرجين أجانب في “أولا” و”لو تعرفوه”، وقدمت دويتوهات ناجحة منها “بتغيب بتروح” مع راغب علامة، و”ليالي لبنانية” مع الأيرلندي كريس دو بيرج و”هاليلي” مع الشاب مامي، و”جوة الروح” مع فضل شاكر.
كما تعد أكثر فنانة عربية قامت بحملات إعلانية عادت عليها بالنفع المادي والمعنوي لمنتجات عالمية منها “بيبسي”، ونظارات “Vogue”، و”Ray Ban”، وصابون “لوكس”، وساعات “Corum”، والهاتف “سامسونج”، كما اختيرت لتكون الوجه الدعائي لـ”منظمة الذهب الدولية” بالمشاركة مع شركة “لازوردي” لصناعة الذهب، واختارتها شركة فرنسية لتصنع عطرا يحمل اسمها “Elle D Elissa”.
بداية فنية مبكرة
وُلدت إليسار زكريا خوري -التي اشتهرت لاحقا باسم إليسا- في بلدة دير الأحمر اللبنانية في 27 أكتوبر عام 1972 لأب لبناني وأم سورية، وكانت أول تجربة غنائية لها وهي في الثامنة من عمرها في مهرجان الطفل؛ حيث غنّت “يا جندي يا باني العز” للفنانة باسكال صقر.
ونزولاً على رغبة والدها الذي توفي عام 2004 التحقت بكلية العلوم السياسية في بيروت لتنال شهادة البكالوريوس في تخصصها، وفي أثناء دراستها بها تعرفت إلى الفنان الراحل وسيم طبارة، الذي أشركها في فرقته “الشانسونييه”، كما أشركها في مسرحيات سياسية ساخرة قام بتأليفها، ومن خلالها وقفت أمام الجمهور، وسرعان ما شاركت في برنامج “أستوديو الفن” الذي كان يعرض على قناة LBC، وحصلت منه على الميدالية الفضية عن فئة الأغنية الشعبية الشبابية.
وبعد نجاحها عملت منفردة، وأقامت حفلات غنائية عدة، حتى عام 1999 الذي طرحت فيه ألبومها الأول “بدي دوب”، وهي تعشق الرياضة والسفر، وتحلم بالزواج وإنجاب أطفال من رجل عصامي يكون أباً مثالياً لأولاده.
محمد ياسين – mbc.net