[ALIGN=CENTER] ظلال مدني [/ALIGN]
دائماً ما يلقي المكان بظلاله على ما يكتب الكاتب عندما تتوغل عنصرية الزمان والمكان في مفردات الكلمات معنى ومبنى: اليوم أكتب من قلب الجزيرة النابض مدينة ود مدني والتي حوت الذهب الأبيض لفترات طويلة، عندما كنت في الطريق اليها افتقدت ذلك الإخضرار الخريفي المتزايد مما عظم الإحساس عندي أن خريف هذا العام رغم ما خلفه من دمار ليس بذلك القدر في الأعوام السابقة التي زرت فيها الجزيرة المعطاءة ودائماً تجر ذاكرتي الأغنية الحاثة على الزراعة والحصاد بالجزيرة لمحصول القطن والتي كانت تتغنى بها جدتي مع ذلك المذياع «في الجزيرة نزرع قطنا.. نزرع نتيرب نحقق آمالنا»، حينها كان كل السودان يعول على مشروع الجزيرة لتحقيق الأمل المنشود. عموماً تحس بأن هذه المدينة نظيفة نوعياً مقارنة ببعض المدن في ولايات السودان المختلفة والإحساس العام بأنها مدينة عريقة جداً وعراقتها تجدها في كل الوجدان السوداني في البيوتات والمنازل عندما تستمع إلى الكاشف وود الأمين وغيرهما من العمالقة الذين جادت بهم ود مدني ومازال عطاء هذه المدينة ممتداً إلى أجيال كثيرة وإنسان الجزيرة عموماً إنسان متصالح مع نفسه ومتوازن مما وفر لوسط السودان استقراراً نسبياً.جئنا اليها ضمن نشاط يهدف لعمل متكامل ما بين منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة وإدارة صحة الحيوان ومكافحة الأوبئة بالمركز والولاية، وذلك لتقديم محاضرات عن أهمية الاتصالات في مكافحة أمراض الحيوان، وقد أولت الجهات المعنية مكون الاتصالات الإهتمام باعتباره عنصراً أصيلاً ضمن مكونات الحماية من الأمراض الوبائية بعد أن فطن العالم لأهمية ذلك العنصر في المجتمعات والمجموعات العامة والتوعية المستهدفة داخل القطاع عبر وسائل اتصالية مختلفة وكان نصيب الأسد لود مدني من هذا النشاط، خاصة وأن الولاية قد شهدت قبل عدة أعوام حالات انتشار لمرض أنفلونزا الطيور الذي حركت كل الولاية آلياتها للحد من انتشاره. آخر الكلام: صمام الأمان للحيلولة دون انتشار أمراض الحيوان يرتكز على تفعيل الاتصالات ضمن آليات المكافحة الأخرى.
سياج – آخر لحظة الجمعة 02/10/2009 العدد 1133
fadwamusa8@hotmail.com