[ALIGN=CENTER]
مرايا: تسع عشر عاماً ماذا فعلنا فيها؟؟[/ALIGN]
بعد أن أكملت ثورة الإنقاذ الوطني عامها التاسع عشر في حكم البلاد بعد مخاض صعب لمعالجة عدد من القضايا الهامة كقضية السلام والتنمية والتوافق الوطني مع كافة القوى والأحزاب السياسية، لكن ما يتبادر للذهن هو هل إكتملت هذه القضايا أم لازالت قيد المعالجة؟، والجميع يعلم ويتذكر شعارات الإنقاذ في بداياتها فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع فهل أكلنا بالفعل مما نزرع والبلاد تعاني إرتفاعاً في قيمة المحاصيل الزراعية والمنتوجات الحقلية والتي لايستطيع المواطن العادي الحصول عليها الا بشق النفس؟، وهل لبسنا من صنع بلادنا بعد أن توقفت مصانع النسيج عن العمل وأصبح الجميع يرتدون ما تجود به مصانع العالم عليهم؟ وكان الأحرى ان تكون الحكومة هي القدوة في الحفاظ على التقاليد السودانية الأصيلة بإرتداء وزرائها ومسؤوليها من صنع بلادنا الثياب الوطنية من الخامة الوطنية ليكونوا قدوة لمن استلبتهم الثقافات الغربية ، وسمعنا شعارات القضاء على الفساد والمحسوبية والظلم وتوزيع الثروات وبناء البلاد بالعمل على تنميتها ونهضتها وإعمارها فهل إختفت السرقة والفساد والرشوة؟ وهل أصبحت الكفاءة هي سيد الموقف وليس المعرفة والقرابة والإستلطاف؟؟، نحن لاننكر الدور الكبير الذي لعبته الإنقاذ في عملية السلام بوقفها لأطول حرب أهلية في البلاد منذ الإستقلال بالجنوب، لكن بالمقابل إندلعت حرب دارفور ذات الدعم الخارجي مما جعل البلاد لاتقطف ثمار السلام الذي إنتظرته طويلاً وتتجه بدلا عن الجنوب نحو الغرب للدخول في معارك أُخرى تستنزف موارد البلاد وتقضي على تنميتها وليس ما قام به خليل ببعيد عن الناس. لعل ما يحتاجه المواطن الآن أن يشعر بأنه غير مستلب وغير محاصر في قوت يومه فكثير من المواطنين لم تمكنهم ظروفهم أو إمكانياتهم من العمل داخل أروقة الحكومة وكثير منهم يعملون على رزق اليوم باليوم لإطعام أطفاله وحتى يقيهم شر السؤال، هؤلاء الذين يعملون على باب الله أليس من المهم أن نوفر لهم الحماية بدلاً من مطاردتهم من مكان الى آخر لمصادرة بضائعهم وإجبارهم على دفع غرامات قد تكون هي ما تحصل عليه في يومه ليسد به رمقه وأبنائه؟ ماذا يفعل هؤلاء أقصد هل إستطاعت الدولة ان توفر لهم سبل العيش الكريم فتمردوا عليه ام انها أعطتهم أراضي زراعية ليزرعوها أم انها ملكتهم وسائل إنتاج صغيرة فرفضوا كل هذا لم يتم ومع هذا يفتقد هؤلاء المان ليمارسوا حتى هذه المهن الهامشية التي لاتكفي شيئاً ومع هذا التضخم والغلاء في الأسعار على الدولة مراجعة كثير من سياساتها الإقتصادية، نعم الدولة لاتستطيع ان تراقب كل مواطن وكل مكان لكن يبقى الضمير هو سيد الموقف، ولذا كثير من الممارسات الخاطئة من الجباة سواء متحصلين المياه او النفايات او العتب او الضرائب وغيرها من مصادر دخل الحكومة يكونون فيها هؤلاء الجباة أقرب للجلادين بتهديداتهم وعدم مراعاة ظروف الذين لايملكون دفع هذه المبالغ مجتمعة فهل تعلم الحكومة بذلك أم ان الأمر لايهم بقدر ما تهم النقود المتحصلة بأي شكل وصورة، من الأجدى للدولة ان تبحث عن القوي الأمين لتكليفه بمسؤليات المواطنين لأن هذه امانة سيُسأل عنها الحاكم يوم القيامة هل أداها ام لا؟ نحن لانريد مسؤولين يدبجون الخطابات أمام الجماهير ويمدحون الحكام وكأنهم يقدمون لهم الشكر على أن ولوهم امر المواطنين ولكن نريد مسؤولاً ولو واحداً يصدح بالحق وينصح من هو أعلى منه حتى وان ذهب عنه الكرسي لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس وإن صمت اليوم فسيصمت دائماً!! وحري بكل من تولى أمانة ان يراعي الله فيها وان يستشعر عِظم هذه المسؤولية والأمانة التي أبت السموات والأرض ان يحملنها فحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا، وعلى ولاة أمورنا ان يتذكروا ان دعوة المظلوم ليس بينها والسماء حجاب فليتقوا دعوة المظلوم ولايحابوا الناس لقرابة او صلة انما بالصدق والجد والكفاءة، نحن نقر بالتطور الإقتصادي والإستثماري والطفرة العمرانية وشوارع الأسفلت فلا ينكر ذلك الا أعمى بصر وبصيرة لكن بالمقابل لم يتطور الإنسان لم نساعد على تنميته جعلناه آخر إهتماماتنا وهو الأولى بأن يكون أول الإهتمامات فهل سيكون هناك وطن بلا مواطن بلا شعب؟!.
الآن تدخل الإنقاذ عيدها العشرون فماذا فعلت في التسع عشرة عام المنصرمة هذا جرد حساب فلتُعد الإنقاذ جرد حسابها لتتفادى الأخطاء وتصلح ما يمكن إصلاحه وبقي الكثير الذي يجب على الدولة ان تقدمه للمواطن حتى يخرج من دائرة الفقر والحاجة ولاننسى أننا أصبحنا دولة بترولية فأين ثمار هذا النفط؟ بالله عليكم أين هي ثماره؟؟..
أمينة الفضل- صحيفة السوداني
aminaelfadol@gmail.com