* ربما تكون لهذا الحزب أو ذاك أسبابه الموضوعية أو غير الموضوعية لمقاطعة مؤتمر جوبا ومهاجمته وإطلاق بعض الأوصاف عليه وعلى المشتركين فيه، وهذا حقه على كل حال ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه رأياً معيناً أو يرغمه على المشاركة فى منشط لا يريد المشاركة فيه أو يرى فيه عيباً فيشن هجوما عليه، ولكن ما الذى يجعل وسيلة إعلامية تنحاز لهذا الحزب وتشن حرباً مكشوفة على الآخرين وتشعل المزيد من النيران بدلاً عن تقديم رسالتها الاعلامية بكل حياد إن لم تشأ خدمة المصلحة العامة وتقريب وجهات النظر بين الأضداد !!
* لقد ظلت (قناة الشروق) تتبنى نهجاً عدائياً ضد مؤتمر جوبا ويبدو ذلك جلياً فى تناولها الإعلامى السلبى للمؤتمر وانحيازها للمعترضين عليه وابراز احاديثهم بشكل صارخ ومستمربدون أن تتيح الفرصة للطرف الآخر ليقول رأيه أو تبذل أدنى جهد أو ذرة ذكاء فى تغليف هذا الانحياز بورق سوليفان مثلما تفعل بعض الفضائيات عندما تنحاز لموقف لمعين وتحاول التظاهر بالحياد كى تنأى بنفسها عن اتهامات المشاهدين بالانحياز ولا تسقط فى امتحان المهنية !!
* فى نشرة أخبارها المسائية الرئيسية عن السودان فى التاسعة مساء أمس الأول ( الاثنين) كان خبرها الرئيسى عن مؤتمر جوبا هو انسحاب بعض الاحزاب الجنوبية من المؤتمر الذى ظل المحور الرئيسى للاخبار، بالإضافة الى مجموعة لقاءات مع بعض قيادات المؤتمر الوطنى والاحزاب الصغيرة المقاطعة للمؤتمر مثل الاساتذة على تميم فرتاك والدكتور كمال عبيد والدكتور مارتن إيليا رئيس حزب المنبر الديمقراطى بجنوب السودان ( المقاطع للمؤتمر) وقيادى من أحد أحزاب الأمة المنشقة عن حزب الأمة الأصلى ( مقاطع )، ظلوا يكيلون الهجوم للمؤتمر من كل الجوانب بدون أن تتيح الفرصة لأحد المشاركين فى المؤتمر ليدلى برأيه .. هل هذه نشرة أخبار أم مقال سياسى ؟!
* كنت أتوقع من (قناة الشروق) أداءً أفضل بكثير من هذا الأداء المتحيز، ليس انحيازاً منى لمؤتمر جوبا أو اعتراضاً على مقاطعة المؤتمر الوطنى له، ولكن من أجل النجاح فى امتحان المهنية والفوز بثقة المشاهدين، ولكنها للأسف الشديد آثرت السقوط على النجاح، وكان الأفضل لها أن تكون قناة منوعات وبرامج ترفيهية فقط إذا كانت عاجزة عن إلتزام الحياد والمهنية !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 30سبتمبر، 2009