مشهد من مسرح العبث ..!!

[ALIGN=CENTER] مشهد من مسرح العبث ..!! [/ALIGN] ** كما كرة الثلج تتدحرج يوميا في الصحف .. أعني قضية أشرف كاردينال وصقر قريش .. وهى كما تعلمون قضية خاصة جدا بين شخص وآخر بينهما خلاف مالي كان يجب أن تحسمه النيابات والمحاكم بلا ضوضاء .. وهكذا تتعامل النيابات و المحاكم مع كل خلافات العامة والبسطاء الذين لايحتفظون بهاتف وزير العدل في هواتفهم ليستنجدوا به عند إلقاء القبض عليهم فى بلاغ كهذا..ومن تلك النجدة تدحرجت كرة القضية إلي الصحف ، ولاتزال تتدحرج ، بحيث تفاجأت البارحة ببيان صادر عن إحدى الطرق الصوفية ، يعلن فيه شيخ الطريقة تضامنه المطلق مع الكاردينال و يستنكر ويستهجن ما جاء باحدي الصحف في هذا الشأن ، ثم يختم الشيخ بيانه محدثا الناس عن مكارم أخلاق الكاردينال وكرمه ثم يشهد له بالتسابق لفعل الخيرات ودفع الصدقات..هكذا جاء بيان شيخ الطريقة السمانية بشمبات ..!!
**وهذا يعني بأن كرة القضية الخاصة تتدحرج من عل إلي حيث العامة لتصبح قضية الكل ، أوهكذا يريدونها ..هذا باعتبار أن تلك الطريقة – كما كل الطرق الصوفية – عامة وملك لكل مريد ..حسنا ..ثمة أسئلة حين تطرح بوضوح لا تغيب إجاباتها عن فطنة القارئ ، فحواها: لو لم يتدخل وزيرالعدل بذاك الشكل الإستثنائيي بين الشرطى والكاردينال ضحى تنفيذ أمر القبض ، هل كانت القضية ستلج صفحات الصحف ..؟..وهل كانت هذه الطريقة الصوفية ستغضب من الصحف وتصدر بيانها الغاضب ..؟..أدع لمخيلتك – صديقي القارئ – عناء تشكيل الإجابات التي تعكس لك مكمن الأزمة لا فى هذه القضية فحسب ، بل في قضايا أخرى أيضا ..نعم هنا الأزمة ، حيث لدروب العدالة معالم وعلامات واضحة ، إذ إختل معلم أو تلاشت علامة يختلط فيها الحابل بالنابل وتزدحم تلك الدروب بالمعيقات ، وهنا تظهر ملامح الفوضى في حياة الناس ،والتى منها ملامح – على سبيل المثال – بيان تلك الطريقة الصوفية ..!!
** نعم تلك الطريقة وجدت طريقا سالكا فمشته ، فليس من العدل أن نعاتبها – هي فقط – بيد أن من رسم لها الدرب يجلس على كرسيه مسترخيا بلا عتاب ولا يبالي ، وبالتأكيد لم يخطر على باله عند رسم ذاك الدرب بأن – ربما -للطرف الثاني في القضية أيضا طريقة وشيخ طريقة قد يصدر عنهما بيان مضاد .. ومنعا لهذا النوع من العبث يرضع الطفل وهو فى مهد أمه العبارة الشعبية الشهيرة : دع القضية تأخذ مجراها .. ويفطم على تلك العبارة ثم يشب عليها حتى يشيب..لكل قضية فى حياة الناس مجراها ، وسلام على الدنيا إذا ضلت قضايا الناس مجرياتها .. نعم سلام عليها بحيث تتدخل الطرق الصوفية – وغيرها من مكونات المجتمع الشعبية – فيما لا يعنيها ، وتصبح هي سيدة المواقف والحكم في كل شئ ..ومالم نعض على مجرى القضايا – كل القضايا – بالنواجذ ، سيأتي علينا ضحى يوم فيه يلوذ كل إمرؤ إما بطريقته أو بقبيلته ليدافع عما يراه حقا لنفسه أو ليهاجم حق الآخر..فانتبهوا بالعض على نواجذ مجرى قضايا الناس – ياولاة أمر الناس – قبل ضحى ذاك الملاذ غير الآمن على الناس والبلد ..!!
** ثم إليك أيتها الطريقة وشيخها عتاب محب ..الصحف كتبت ماكتبت في تلك القضية ، وتلك الكتابة هى مهمتها في الحياة ..لو أخطأت في حق أشرف كاردينال – أو غيره – فان له حق تصحيح الخطأ بواسطة المحاكم ومجلس الصحافة ..هذه وذاك فقط هما الدرب الصحيح الذي يجب أن يسلكه الكاردينال لمحاسبة الصحف وأخذ ما يراه حقا منتهكا ..وليس له – أو لغيره – حق اللجوء الي طريقة صوفية لتدافع عنه بالهجوم على الصحف وكذلك ليس للطريقة حق الدفاع عنه – أو عن غيره – بالهجوم على الصحف ..حياة الناس يجب ألا تفارق مجرى القوانين يا شيخنا ، فبالله عليك لاتعيق المجرى بطريقتك ، بل بها أرشد مريديك بحيث لا تفارق حياتهم ذاك المجرى … !!
إليكم – الصحافة الاربعاء 30/09/2009 العدد 5843
tahersati@hotmail.com
Exit mobile version