هي واحدة من أجمل الأشعار التي تركت أثراً في نفوس ووجدان كثير من أبناء الشعب السوداني على مر السنوات وقد صاغ كلماتها الشاعر المبدع محمد يوسف موسى ووضع لها لحناً أجمل وتغنى بها الفنان صلاح بن البادية صاحب الأداء الرائع، أغنية (كلمة) عبرت عن حال كثير من العشاق ومست وجدانهم يقول مطلعها:
أعيش في ظلمة وإنت صباحي
إنت طبيبي أموت في جراحي
بشعري رفعتك أسمى مكانة
يا لجازيتني بكسر جناحي
عن هذه الأغنية قال لـ (السوداني) الفنان الكبير صلاح بن البادية قائلاً: إنها كانت المرة الثانية التي تعاملت فيها مع الشاعر محمد يوسف موسى إذ سبق وغنيت له أغنية (صدفة غريبة)، والتي وجدتها في مجلة الإذاعة وعملت على تلحينها وغنيتها في الإذاعة، وأذكر أنني كنت عائداً من رحلة بعدها، ومن ثم توالى التعاون بيننا فغنيت له (فات الأوان، الحنان، وعايز أكون) وقدمتها بالتليفزيون والإذاعة والمسرح.
وتحدث إلينا أيضاً الشاعر محمد يوسف موسى صاحب أغنية (كلمة) فقال عنها: ليست هي الأغنية الأولى بيني وصلاح بن البادية فقد سبقتها أغنية (صدفة غريبة) وهي ذات إيقاع خفيف، ومن ثم تلتها أغنية ( كلمة) وهي تعد أول أغنية كبيرة بالنسبة لي معه وعن لحنها أوضح أنه كان مناسباً ومتميزاً، مشيراً إلى أنها مثلت انطلاقة جديدة أثبت خلالها ابن البادية قدرته على التلحين. وأضاف محمد أنها تعتبر من أجمل الألحان الكبيرة في بداية مسيرته.
وقال موسى لقد سبقت (أغنية كلمة) أغنيات كثيرة ولكنها لم تصل إلى مرحلتها، من حيث اللحن والأداء كما أكد على أن ابن البادية يمتاز بمقدرة فائقة في الأداء والتطريب إلى جانب أن هذه الأغنية بداية لتعامل جديد لأغنيات جديدة كبيرة بعدها وهي أغنية (عايز أكون، حسنك أمر، فات الأوان) وغيرها من الأغنيات العاطفية والوطنية حتى الأغنيات التي تغنى بها لشعراء آخرين وكانت من ألحانه كان لها دور كبير في تقديم ابن البادية كمطرب وملحن في مرحلة كانت عامرة بعمالقة الفنانين الذين سبقوه والذين عاصروه من أبناء جيله فغنى (الشوق والوطن لهاشم صديق، والحرير، وشذى العبير، إضافة إلى “ليلة السبت” للشاعر الفلسطيني محمد حسين القاضي) وغيرها.
وعن أغنية (كلمة) وأثرها حكا لنا الشاعر قصة كان قد حكاها له الفنان ابن البادية فقال (إن أحد مستمعي الإذاعة كان يعاني من خلاف مع زوجته التي رفضت كل محاولته والجودية، وعندما طلب عبر الإذاعة ببرنامج “ما يطلبه المستمعون” أغنية (كلمة) التي أهداها لزوجته وبعد سماعها لأغنية (كلمة) عادت المياه إلى مجاريها) وحينها كان رد فعل صلاح ابن البادية بقوله للمستمع: لو طلبتها أن أغنيها ألف مرة فسأغنيها.وهذه إحدى أسباب انتشارها.
وعن ذات الأغنية قال الموسيقار يوسف الموصلي: إنها تعد واحدة من البارزات في الموسيقى السودانية وهي من أجمل الأغنيات عبر التاريخ، لأن الفكرة مبنية على كلمة قالها المحب للمحبوب فحدثت فجوة بينهما، ومن ثم جاء الاعتذار النبيل من حيث الكلمة، وأضاف الموصلي أن الأغنية من حيث اللحن استطاع الفنان أن يؤسس المعادل الموضوعي للنص الشعري لحنياً، أما من حيث الأداء والغناء استطاع ابن البادية أن ينقل كل من النص واللحن إلى المستمع في طاولة دسمة من الذوق الموسيقي العالي.
وعبر الدكتور أنس العاقب عن رأيه فيها بقوله : إنها تعد من أجمل الأغنيات السودانية، فقد جعل فيها الفنان روح درامية وأعطاها صوته في أدائه المتفرد، وهي من أحب الأغنيات إلى قلوب كل الفنانين إلى جانب تميزها من حيث الكلمات والموسيقى والأداء كما أن هناك علاقة درامية تجمع بين شاعر الأغنية والفنان وبين أغنية الجريدة للشاعر فضل الله محمد والفنان محمد الأمين ذلك من حيث السرد والتلوين التعبيري وفي الشكل، موضحاً أن أجمل شيء فيها أن صوت الفنان ابن البادية معبر جداً.
الخرطوم: هادية إبراهيم
صحيفة السوداني