دنيا الناس غرائب .. تعقيب ..!!

[ALIGN=CENTER]دنيا الناس غرائب .. تعقيب ..!! [/ALIGN] ** كتبت قبل العيد بيوم تحت عنوان : دنيا الناس غرائب ، قصة عم صالح وزوجته وطفلهما محمد الذي نشأ بعيدا عنهما ، حيث شب وشاب في كنف أسرة يهودية هاجرت به من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر – وعقب العدواني الثلاثي مباشرة – إلي فرنسا ..محمد لم يكن قد تجاوز الست سنوات عندما تكفلت تلك الأسرة برعايته وتعليمه بموافقة والديه .. ولم يعد إليهما – بواسطة قس سوداني – إلا بعد أن بلغ من العمر خمسينا ونيف ، ولكن عاد فاقدا هويته ولغته وثقافته وحتى عقيدته ، ولم يعد معه غير الإسم الذي إختار له والده الذي لم يتهنأ بعودته المتأخرة ، حيث إنتقل الي الرفيق الأعلى قبل أن يراه ..المهم سردت تفاصيل القصة بكل غرابتها قبل اسبوع ونيف..واليوم ، أبوبكر خيري – أحد معارف محمد – يكتب من فرنسا معقبا على تلك الزاوية ..
* ( الأخ ساتي ..كل عام وأنت بخير .. التحية لك وأنت تضئ نورا يزيح ستار أسدلته ظروف وسنوات غربة غريبة ومختلفة عن ما ألفها أهلنا في حلهم وترحالهم في أرجاء المعمورة ..!!
* إطلعت على مقالكم بعنوان : دنيا الناس غرائب ..حيث أردت من خلال تعليقي هذا تصحيح بعض المعلومات التي وردت في مقالكم المذكور أعلاه بحكم مرافقتي للأخ محمد صالح في رحلته الأولى بعد سنوات طويلة غيبته من أهله وأبعدته عن وطنه.. حيث رافقته في رحلته هذه بين باريس والخرطوم وذلك ما بين عامي 2000 و2003 لأنني لا أذكر التاريخ بالضبط إلا أنه بكل تأكيد لم تكن رحلته الأولى الى السودان قبل عامين كما ورد في مقالكم ..
* تعرفت على الأخ محمد عن طريق الأخ عماد ماجد الموظف في سفارة السودان في باريس والذي جاء الى مطار شارل ديغول في ذلك اليوم لتسهيل إجراءات سفر الأخ محمد .. روى لي الأخ عماد قصة الأخ محمد حيث ذكر لي بأن الأخ خيري عكود (سوداني مقيم في باريس) هو أول من تعرف على محمد عن طريق احد الأشخاص من غرب أفريقيا وليس ذلك القسيس..حيث قام خيري عكود بتزويد محمد بهواتف وعنوان السفارة السودانية التي قامت بدورها بالبحث وإيجاد معلومات عن أسرة الأخ محمد ..
* تجاذبت مع محمد بعض الأحاديث في داخل الطائرة دون الدخول في تفاصيل حياته وقد طمأنته عن السودان رغم الفارق الكبير الذي سيجده بين السودان وفرنسا وذلك لكي لا يصطدم بواقع مختلف لم يألفه في باريس، حيث ذكر لي أنه يعلم ذلك وتبادلنا أرقام الهواتف للتواصل بعد عودتنا الى باريس..عند وصولنا الى مطار الخرطوم وجدت أثنين من أقارب محمد سمح لهما بصورة استثنائية بالدخول في صالة الوصول لإستقبال إبنهم حيث ذكر لي أحدهم بأنهم أعمامه..
* بعد عودتنا الى باريس تهاتفنا وتقابلنا مرتين ، حيث دعوته في إحداهما الى تناول وجبة غداء بلدي لا أذكر ان كانت قراصة ام كسرة قامت بتجهيزها والدتي أطال الله عمرها.. وقد سرّ بذلك أيما سرور فسألته عن كيف وجد أهله فقال إنه وجد والدته بصحة جيدة الا أنه كان يتحدث معها عن طريق مترجم (محمد يتحدث الإنجليزية بجانب الفرنسية) ..وذكر لي أنه تربى في كنف أسرة فرنسية ولم يكن يرغب في الخوض في الحديث عن ذلك ..وقد ذكرت له بأنه من الحسنات احتفاظه بإسم محمد طيلة هذه المدة فثنى على ذلك..وروى لي كيف عادت ذاكرته ليتعرف على الأطفال الذين كان يلعب معهم في عطلته ( الوحيدة والقصيرة ) للسودان مع والده ، قبل أن ينقطع عن السودان وكان عمره حوالي 14 عاما ..!!
* وحكى لي عن كرم الأهل في السودان والولائم التي كانت تقام يوميا بمناسبة مقدمه بعد أن كان متخوفا عن غياب المعلومة لإيجاد غرفة في فندق ، وكم من المال يحتاج لتغطية نفقات تلك الرحلة من مصاريف حيث ذكر لي أنه قابل خيري عكود وشرح له بأنه لا يحتاج غير تذكرة السفر لزيارة أهله ..وعرفت في ذلك اللقاء أن له أبن وإبنة الا أنه منفصل عن زوجته (تحليلي الشخصي أنها لم تكن تعلم زيارة محمد الأولى للسودان ) ..قبل حوالي عامين هاتفته للسؤال عنه فذكر لي أنه يزور السودان في أغلب عطلاته السنوية منذ ذلك الحين، بعد مقالك – أخ ساتي – حاولت الإتصال به عدة مرات الا انني لم أفلح في ذلك .. أبوبكر خيري ، فرنسا ) ..
** من إليكم .. شكرا على المتابعة والتعقيب أخ أبوبكر ، ولكن مايجب تأكيده هو أن القس السوداني جبرا – يقطن بالخرطوم بحري – هو من جاء بمحمد بعد أن تعرف إليه عن طريق زوجته الممرضة الفرنسية بأحد مشافي باريس ، وليس السفارة ولا الأخ السوداني المقيم بفرنسا خيرى الذي ربما تعرف به لاحقا..وتفاصيل القصة التي تابعتها عن قرب قبل شهرين شائكة وغريبة ، وهي – وكما ذكرت أخى ابوبكر في مقدمة رسالتك – غير مألوفة في حل وترحال أهل السودان ، نشرت بعضها وحجبت البعض الآخر لأسباب موضوعية..ولكن للقصة – بعيدا عن التفاصيل – مغزى لم يفت على فطنتك و لاعلى فطنة القارئ وفطرته السليمة ، .. وكل عام وانت بالف خير ………. ساتي

إليكم – الصحافة الثلاثاء 29/09/2009 العدد 5842
tahersati@hotmail.com

Exit mobile version