تساؤلات بالسودان حول الدور المصري

أثار مراقبون تساؤلات حول التحرك الذي تقوم به مصر حاليا على صعيد محاولات حل أزمة دارفور, بالتزامن مع اهتمامها بالجنوب. ووضع مراقبون علامات استفهام حول توقيت التحرك المصري ودلالته, ومدى قدرته على جمع أزمات السودان في سلة واحدة والاتجاه بها نحو حلول قد تكون ممكنة.

وبدت الخرطوم غير راضية عن التعامل المصري مع قضية دارفور خاصة بعد استقبال مصر زعيم حركة العدل المساواة خليل إبراهيم, قبل أن يعود أرفع مسؤوليها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان من السودان, الأسبوع الماضي.

ووصف بعض المراقبين الموقف المصري بأنه أكثر ضبابية, كما يرون أيضا أن خيوطا كثيرة دولية وإقليمية بدأت تتشابك, ربما دفعت القاهرة للاستعجال في محاولة منها لاحتواء أزمات جارتها.

ويستبعد محللون سياسيون إمكانية توصل القاهرة لما تصبو إليه حول دارفور مع احتمالات نجاحها مع الملف الجنوبي، بينما اعتبر آخرون أن إحساسا بالخطر من فقدان الدور الريادي بالمنطقة بجانب تهديد دول حوض النيل, هو ما دفع مصر التحرك.

وكانت أربع دول أفريقية -هي إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا- قد وقعت في مدينة عنتيبي الأوغندية يوم الجمعة الماضي اتفاقا لتقاسم مياه النيل في غياب ورفض مصر والسودان، كما لم توقع على الاتفاق حتى الآن كل من بوروندي والكونغو الديمقراطية وكينيا.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري إبراهيم ميرغني أن الصراع حول مياه النيل بين لمصر مدى أهمية السودان الموحد الذي يساندها بمواجهة تجمع الدول الأفريقية الأخرى.

وقال للجزيرة نت إن انفصال الجنوب يعني انضمام دولة جديدة لدول حوض النيل “وبالتالي متاعب جديدة, لأن الدولة الجديدة لن تقف مع مصر بل مع المجموعة الأفريقية الأخرى الراغبة بتعديل اتفاقيات مياه النيل السابقة”.

كما رأى أن التحرك المصري جاء متأخرا, لكنه قال إنه يمكن لمصر أن تفعل الكثير من أجل وحدة السودان.

منبر الدوحة
أما رئيس منبر دارفور للتعايش السلمي محمد عبد الله الدومة فاستبعد نجاح القاهرة بالتوصل لحلول حقيقية لمشكلات السودان بدارفور والجنوب، مشيرا إلى أن هناك إجماعا دوليا على منبر الدوحة لسلام دارفور.

وأضاف “القاهرة خسرت كثيرا بابتعادها في الفترة الماضية عن الجنوب”. وقال للجزيرة نت إن القبول الدولي لمنبر الدوحة في ظل التحرك الأميركي وبعض دول حوض النيل “لن يمكنا القاهرة من إدراك ما فاتها في القضيتين معا”.

كما لم يستبعد المحلل السياسي عبد الله علي إبراهيم نجاح القاهرة بالوصول إلى حلول مرضية مع الجنوبيين, لكنه قال إن ذلك غير ممكن على الأقل بالوقت الراهن مع جماعات دارفور المسلحة.

وقال إن لمصر علاقات متميزة مع الجنوب منذ مدة طويلة، غير أنه عاد واعتبر أن دور مصر ليس واضحا “لأنها تتعامل مع السودان عبر مخابراتها رغم أن وحدة السودان بالنسبة لمصر هي قضية جوهرية”.

ومن جهته أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم حسن حاج علي إلى إدراك مصر أهمية السودان ومشكلاته المتتالية “لأن ذلك يؤثر بصورة كبيرة ومباشرة على الأمن القومي المصري لأنه يتعلق بالمياه من جهة وبأمنها العام من الجهة الأخرى”.

ولم يستبعد أن تلعب مصر دورا إيجابيا على الأقل لصالح الوحدة السودانية. كما يمكن لمصر أن تلعب -كما يقول- دورا شعبيا عبر منظمات المجتمع المدني “رغم عدم كفاية ما تبقى من وقت”.

واعتبر أن تحركات مصر ربما جاءت من أجل الدفع بالوحدة أولا “فزيارة وزير الخارجية ومدير المخابرات للسودان قد تكون جزءا من التحرك الحقيقي وحث الأطراف المتصارعة على تقديم ما هو أكثر فائدة”.

الجزيرة نت

Exit mobile version