ظاهرة اغتصاب اللاجئات السودانيات بالقاهرة ..قصة السيدة أميرة

اعادت حادثة الاعتداء الجنسي المتوحشة على الطفلة السودانية تمبولة سعدون ذات السنوات السبع في ضاحية المعادي بالقاهرة التنبيه لظاهرة بدأت تتفشى بشكل مخيف وسط مجتمع اللاجئين السودانيين وتعيشها السودانيات بقلق كبير ؛ الاغتصاب والتحرش الجنسي بالسودانيات في الطرقات ومنازل الخدمة من قبل شبان مصريين.
لقد صدمت أوساط اللاجئين السودانيين بالقاهرة بخبر تناقلته بسرعة الشهر الماضي يحكي عن تعرض سيدة سودانية في نحو الأربعين من عمرها للاغتصاب من قبل سائق سيارة أجرة . اغتصاب أميرة من قبل سائق حافلة مصري في منطقة العجوزة قبل شهرين.
ووجاء تقرير اعده ونشره مركز دراسات السودان المعاصر ومقره القاهره ان أميرة التى تسكن بالحي العاشر بمدينة نصر كانت تحركت ليلا يوم الأربعاء من فبراير الماضي بعد اتصال من ابنتها المريضة والتي تسكن حي العجوزة بالجيزة مع زوجها ؛ لكن سائق سيارة الأجرة استدرجها حتى الطريق الدائري ؛ ثم أخذها إلى مزرعة تحت الجسر الدائري تحت تهديد السلاح على حد قولها ؛ وتذكر الضحية ان الرجل هددها بالقتل و فصل رأسها عن جسدها ؛ وتقطيع أوصالها إذا قاومت ؛ ثم قام برش وجهها ببدرة مخدرة واستمر باغتصابها طوال الليل ؛ وفي الصباح أخذها والقى بها وهي مخدرة في الطريق العام بوسط حي أمبابة ، وقد تحطم جزء من عظام السلسلة الفقرية ولم تكن قادرة على تحريك نفسها.
وتقول إنها توجهت بمساعدة المارة إلى قسم البوليس بحي العجوزة لكن رجال مباحث أمن الدولة في منطقة الجيزة التي أحالوها إليهم رفضوا تدوين البلاغ عن الحادث ولم تسجل حادثتها بالقسم، على حد قولها، وتذكر ان ضابط امن الدولة بالجيزة انهال علىها بالضرب متهما إياها بالكذب وتلفيق التهمة بهدف «تشويه سمعة المصريين» على حد قوله كما ذكرت.
العام قبل الماضي تعرضت الفتاة ( نياركوم) للاغتصاب على يد أربعة ضباط شرطة مصريين في منطقة المعادي التي يسكنها أيضا عدد من اللاجئين، قام ضباط الشرطة بإيقاف سيارة الأجرة الخاصة التي تقل الفتاة السودانية واصطحبوها إلى سيارتهم ثم تناوبوا اغتصابها وكانوا يهددونها بالمسدسات؛ وقفت القاهرة يومها بحزم أمام هذه العملية الوحشية ؛ وتعاملت المنظمات الحقوقية والإنسانية بأمانة مهنية حتى وصلت أمام القضاء المصري حيث أنصفت بافادات أصدقائها وأقاربها.
ورغم ان عائلتها وأصدقاءها اتصلوا بالكثير من المنظمات الحقوقية ومؤسسات الدولة بعد رفض تسجيل البلاغ لها إلاّ إنها لم تنجح في إيصال أمرها إلى القضاء المصري .
المجتمع المصري الذي لا يتسامح مع ظواهر الاغتصاب و التحرش الجنسي ؛ عرف أيضا بأنه يعتمد نظاما قضائيا عادلا، لكن سلطات الشرطة والأمن في مصر تتاني كثيراً في تقبل أية قضية لجماعة اللاجئين و القضاء بحجة انه تشويه لسمعة بلادهم كما يقولون: فيفقد اللاجئون حقوقهم.
وتجد منظمات مصرية عديدة مثل (المنظمة المصرية لحقوق اللاجئين) صعوبة في معالجة هذه الظواهر اللا أخلاقية ؛ فلم تجد حادثة الاعتداء على السيدة(أميرة)؛ والطفلة (ليلى ) جهات قانونية تقتص للضحايا بعد رفض سلطات الشرطة تدوين محاضر لهما ؛ ولا يزال الأمر معلقاً برغم تدخل مسئولين من السفارة السودانية ومسئولين من بعثة حكومة جنوب السودان بالقاهرة. ويذكر ان القانون في مصر يعاقب بالإعدام في جريمة الاغتصاب.

صحيفة الراي العام

Exit mobile version