لقي (27) من قوات شرطة الاحتياطي المركزي مصرعهم بينهم قائد القوة برتبة مقدم وضابطان وجرح (27) آخرون، في معركة طاحنة مع حركة العدل والمساواة في الطريق بين الضعين ونيالا فيما تكبدت حركة العدل والمساواة خسائر فادحة بلغت (33) قتيلاً بينهم ثلاثة من قادتها و(60) جريحا، ليبلغ ضحايا الطرفين (145) شخصاً مابين قتيل وجريح. وقام وزير الداخلية مهندس ابراهيم محمود بزيارة لنيالا لتفقد جرحى الشرطة، في وقت اعتبرت حركة العدل والمساواة المتمردة ان الوضع في الاقليم المضطرب بات وضع حرب وان موقفها من المفاوضات اقرب الى الانسحاب وأنها متمسكة بتجميدها للتفاوض.
وأكد الفريق الدكتور محمد عبد المجيد الطيب الناطق الرسمى باسم قوات الشرطة مواصلة قوات الشرطة ملاحقتها لفلول جماعة العدل والمساواة بعد اعتدائها الغاشم على طوف الضعين نيالا التجارى , مضيفاً في بيان صحفي أن وزير الداخلية المدير العام لقوات الشرطة يرافقهما مساعد المدير العام للعمليات وقفوا على الأوضاع الأمنية بولاية جنوب دارفور خلال الزيارة التى قاموا بها صباح أمس للولاية حيث اجتمع الوفد بلجنة أمن الولاية وتباحث معها حول الأوضاع الأمنية بالولاية كما زار الوفد المصابين من قوات الاحتياطى المركزي بمستشفى نيالا واطمأن على حالتهم الصحية. وزار الوفد قيادة قوات الاحتياطى المركزي مهنئين باستبسال واستماتة قوات الاحتياطي المركزي محدودة العدد في مواجهة قوات كبيرة من جماعة العدل والمساواة. واضاف أن قوات الشرطة احتسبت خلال معركة أمس الأول (27) شهيداً من بينهم ثلاثة ضباط من الاحتياطى المركزى واصيب (27) آخرون بإصابات متفاوتة. واضاف أن قوات الشرطة كبدت جماعة العدل والمساواة خسائر فادحة حيث قتل فى المعركة ثلاثة من كبار قادتها من بينهم حماد شطة بجانب ثلاثين قتيلاً و(60) جريحاً، وأردف: “تمكنت قواتنا من تدمير (5) عربات للعدو واستولت على عربتين وتواصل قوات الشرطة ملاحقتها لقوات العدل والمساواة حتى يستتب الأمن بولايات دارفور”.
واعلن وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد في تصريحات امس بنيالا أن عدداً من جنود قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة قد قتلوا بينهم قائد القوة في المعركة التي دارت بينهم وحركة العدل والمساواة في منطقة بين الضعين ونيالا امس الاول، وقال ان قوات الاحتياطي المركزي لقنت حركة العدل والمساواة درسا قاسيا في الهجوم.
واضاف الوزير ان ما حدث يعتبر هزيمة نهائية للتمرد وحركة العدل والمساواة، مشيراً الى أن قوات الشرطة عازمة على انهاء التمرد في دارفور، وتعهد في تصريحات صحفية امس في نيالا لدى تفقده جرحى قوات الاحتياطي المركزي بأن قواته ستحتفل بإنهاء التمرد في دارفور في القريب العاجل، مشيراً الى أن زيارته وبرفقته مدير شرطة الاحتياطي المركزي هدفها تقديم التهنئة، وقال (لقد لقنوا حركة العدل والمساواة درساً عند محاولتها ممارسة النهب وقطع الطريق التجاري بين الضعين ونيالا)، واصفاً حركة العدل والمساواة بالارهابية.
وقال حامد إن حركة العدل والمساواة لم يتبق لها سوى بعض السيارات تمارس بها الارهاب في الاقليم وتهدد المواطنين، واضاف أن المعركة التي دارت بين قوات الاحتياطي المركزي تم حسم الحركة فيها وتم الاستيلاء على ثلاث من سياراتها، وتابع (سنحسمهم كما حسمنا من قبل التمرد في حسكنيتة وجبل مون).
من جهته وصف المتحدث باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين آدم لـ(السوداني) الوضع على الارض في دارفور حاليا بأنه بات وضع حرب مع تأكيده بأن خيار حركته الاستراتيجي تحقيق السلام العادل، وقال ان هذا الوضع ليس برغبة حركته وانما بأفعال الحكومة، وشدد على أن حركته لن تعود الى المفاوضات في الدوحة وأنها ما زالت عند موقفها بتجميد التفاوض، معتبراً منبر الدوحة منبرا للعلاقات العامة للحكومة السودانية، وقال إن المناخ الحالي بالنسبة للحركة اقرب الى الانسحاب بسبب أن المؤتمر الوطني ما زال يفكر في الحلول الامنية والعسكرية، مشيراً الى أن الوسيط المشترك جبريل باسولي اجرى اتصالات مع رئيس الحركة دكتور خليل ابراهيم.
وقال آدم من مقر اقامته بالقاهرة إن حركته لا علم لها بزيارة مسؤولين سودانيين الى القاهرة وأنه لا توجد اي ترتيبات لإجراء لقاء بين رئيس الحركة خليل ابراهيم ونافع علي نافع، واضاف (ما هو المنطق في اجراء مثل هذا اللقاء بعد حديث الخرطوم عن ملاحقات بالانتربول مع ذات الشخص الذي يودون لقاءه؟)، معتبراً ان المؤتمر الوطني غير متوازن ويفتقد الحكمة والعقلانية ويحاول الابتزاز، وتابع (اشارات المؤتمر الوطني توضح عدم جديته في ناحية العملية السياسية)، داعياً الحكومة السودانية الى مراجعة مواقفها والاعتذار عما بدر منها تجاه رئيس حركته علناً.
الى ذلك نفى آدم ما اثير بأن رئيس حركته سيزور عاصمة جنوب السودان جوبا، وقال إن حركته والحركة الشعبية لديهما علاقات قوية وشراكة في السلام والوحدة والديمقراطية، واضاف (لكننا لم نتلق اي دعوة رسمية من الحركة الشعبية واذا تمت فسنعلنها في حينها لان ليس لدينا ما نخبئه)، وقال ان المؤتمر الوطني يريد تصفية حسابات مع ياسر عرمان الى جانب التحريض والايقاع بين العدل والمساواة والقوى السياسية لا سيما الحركة الشعبية.
صحيفة السوداني