* ما زالت النشرة تفتقد الى الصياغة الخبرية الجيدة والأداء القوي والاخراج السلس الجاذب وأولوية الحدث، والتغيير الوحيد الذي حدث هو استخدام بعض المذيعات اللائي يتمتعن بمواصفات شكلية أو مظهرية معينة لا تمت للمواصفات السودانية المعروفة بشئ غير إرتداء الثوب السوداني بينما الأداء تحت الصفر، ويبدو أن التلفزيون اعتقد أن نجاح تلفزيونات ( النيل الأزرق أو العربية أو الجزيرة) يعود الى المواصفات الجمالية واللون الأبيض فقط، فاختار الجمال واللون طريقا الى النجاح فكان السقوط الكبير، وفقد التلفزيون المظهر السودانى المميز بالاضافة الى الجوهر المفقود أصلا !!.
* صحيح أن العين تعشق الجمال وأن المواصفات الجمالية مطلوبة في العمل التلفزيوني، ولكنها ليست كل شئ، كما أن الجمال ليس حكرا على اللون الأبيض أو الفاتح خاصة وأن جل أو كل مشاهدي التلفزيون السوداني سودانيون ولا شك أنهم يعشقون (الخدرة) وينحازون إليها ويميلون طربا مع الأغاني التى تمجدها وتتغزل فيها مثل رائعة مطربنا الراحل الخالد حسن عطية .. ( خدارى البي حالي ما هو داري ) التي لا يمل السودانيون الاستماع إليها والتحليق معها في عالم الجمال في كل زمان ومكان، كما أن (الخدرة) هي واقعنا الذي لا مهرب منه مهما تدثر تلفزيون السودان باللون الأبيض أو المبيض ( بضم الميم )، وهو واقع جميل نحبه ونهواه ونتشرف به ولا نخجل منه !!
* في نشرة الأخبار الرئيسية أول أمس تكرر ظهور دكتور غازي عتباني وحديثه للتلفزيون من نيويورك ثلاث مرات في ظرف عشر دقائق في موضوع واحد وكانت الاسئلة التي طرحت عليه سواء من مراسل التلفزيون بنيويورك او مذيعة الاستديو في غاية السذاجة، كما كان مجمل أداء المذيعتين اللتين قدمتا النشرة ضعيفا وخجولا، وكأنهما (معزومتان عليها)، ولم تكن الصياغة والاخراج وترتيب الاولويات أقل سوءا !!
* أحرص كل الحرص على مشاهدة نشرة الأخبار الرئيسية للتلفزيون السوداني برغم مستواها المتدني وأمني النفس بأن تتحسن ذات يوم ولكن دائما ما تذهب أمنياتي أدراج الرياح، فمتى يرتفع المستوى ونشاهد أخبارا تليق بتلفزيون السودان وامكانياته الضخمة أم أن التلفزيون يعتقد أن (الخدرة ) التي أباها هي التي ستحقق له النجاح، وهو اعتقاد ساذج وفطير ومحزن مثل أخباره !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 27 سبتمبر، 2009