شوية هضربة

[ALIGN=CENTER]شوية هضربة[/ALIGN] كتطور طبيعي لتسلسل الأحداث عقب هوجة الأمطار الأخيرة، وبعد استمتاعنا بمتعة العيش وسط البحيرات العظمى، وتذوقنا للذة الاقامة في فينيسيا مدينة العشاق ومعقل الرومانسية العتيد .. بعد كل ذاك الهناء كان لابد من أن تتطور الأمور فتجذب تلك المياه عشاقها من الذباب (التبع الليان) والباعوض والطنّان وأبو الزنُّان، ليتنافس الجميع على شرف الإيقاع بنا في ممصات حبّهم، فعانينا من تبعات ذلك الغرام على طريقة (سهرنا الليل وكمّلنا في ضفاف بركنا المليانة) !!
مياه الأمطار التي عجزت الشمس من أن تنشف ريقها، تولت هي مشكورة مهمة تنشيف ريقنا، وذلك بتوريدها لبيوتنا أنتاجها الوافر من الذباب والباعوض، يتبادلان علينا الورديات .. وردية النهار الضبّانية تسلم مع المغيب مهام حراسة عيونا من النوم لوردية كتايب (ناس ليلة جنّي) الباعوضية .. أبالغ ليكم ؟ الواحد لو عايز يتنفس إلا يزح الصفوف ويجبد ليهو شوية نفس ثم يعيد تنظيم صفوف الباعوض والضبان لسيرتها الأولى حول الوشوش والاذان كي تواصل مهمتها المقدسة .. زن وطن ومصمصة دماء !
بعد قضائي لليلة ليلاء بالحمى، دخلت في الصباح الباكر للمستوصف مسنودة على أكتاف عيالي الصغار، بينما أبوهم يسرع الخطى أمامنا زي الما بعرفنا .. لاحق شنو ما تعرفو .. غايتو أموت وأعرف الرجال ديل قاعدين يستعرّوا من النسوان وللا بيجروا قدامن ليه؟!
جلست في انتظار دخولي على الطبيب أتبادل الحكي مع سيدة متوسطة السن وأروي شمارها عن (مالي) .. أوضحت لها شكايتي بالتفصيل حسب توالي أسئلتها .. الحمى والقصاصة ووجع المفاصل والبرد .. فشخّصت حالتي بـ (ياها الملاريا .. الله يقطعا) !!
بعد طول ململة وانتظار لنتائج الفحص دخلت على الطبيب مرة أخرى فأخبرني بأنها (نضيفة)، وكل ما علي فعله هو أن ألزم الراحة (بي وين ؟ عقاب صيام وعقاب شهر وقبايل عيد) وأن اتناول بندول للحمى وإن لم تنزل حتى المساء، أعود مرة أخرى لأفحص الملاريا بـ (ICT) !!
طيب مش كان من أول بدل أمشوا وتعالوا ؟ هسي كان ما العلي ده .. أكان أديت الدكاترة في شخصو إبرتين .. لكن معليش نلوك الصبر أحسن ..
تابعت حلقة (لماذا) مع المحامي الصعيدي المشاكس (نبيه الوحش)، حيث قدمه طوني خليفة مقدم البرنامج على أنه عدو الفنانين و الفنانات و المشاهير الأول، وصاحب أكبر عدد من الدعاوي القضاية العربية المرفوعة من محامي واحد في العالم العربي .. حتى أنه أرسل رسالة تهنئة للرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة عيد ميلاده بطريقة مبتكرة وفريدة وذلك بأن ذهب لقسم البوليس وطلب تسليم التهنئة بواسطة (محضر بوليس) !
بعد نهاية الحلقة فكرت بجدية في استقدام (الوحش) للسودان عشان يرفع لي قضية تعويض، لتعرّضي للاصابة بالملاريا بسبب الباعوض (ود الموية الراكضة) .. أفتكر زمان في سابقة قضائية زي دي .. قالوا في زول رفع قضية وطالب بالتعويض من جهة قامت بحفر حفرة في الطريق وتركتها بدون تغطية أو اشارة تفيد بوجودها، فسقط المواطن المسكين فيها وكسر رجله .. طيب، هسي الموية الاتراكمت وجابت لينا الباعوض السبب فيها منو ؟ عشان دربي ده طوااااالي أمشي اشتكيهو .. بس لسّه ما عرفنا القصور ده غلطة منو .. مركزية وللا ولائية وللا بنى تحتية ساكت !! باقي لي أحسن نجلطا في المحليّة فقد غنينا ليها قبل الخريف:
قلتا ليك طلّي وحيّ لو أمكن ..
قلتي لي لالا .. في الخريف أحسن
والخريف أهو فات وانتي ما جيتي .. وانغمرت الساحات وانتي ولا عليكي
فيها أيه لو يوم مرّة طليتي يا النسيتينا وقلتي ما نسيتي يا ….
أكتب هذه (الهضربات) ساعة فجّة من سهراجة الحمى (أم برد)، وأنا مجندلة في فراشي جندلة العير وليس في جسدي موقعا ليس فيه قرصة حشرة أو لسعة ناموسة أو خرشة ضبانة فلا نامت أعين الجبناء لأن (من لم يمت بالملاريا مات بغيرها) و(كل ابن أنثى وان طالت سلامته يوما على نقّالة حدباء محمول) .. دعواتكم !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version