* في معظم أنحاء العالم تشهد مواسم الأعياد والمناسبات تخفيضات هائلة تشمل كل أنواع السلع بما في ذلك تذاكر السفر، وربما كان الاستثناء الوحيد هو تذاكر خطوط الطيران التي ترتفع قيمتها في المواسم بسبب إزدحام الخطوط ومحاولة شركات الطيران تخفيض الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها خلال باقي ايام العام، أما بقية السلع ومنها تذاكر السفر بخطوط المواصلات البرية فإنها تنخفض بشكل كبير وتشهد تنافسا محموما بين الشركات للحصول على أكبر قدر من المسافرين التي تعلن عن أسعارها المغرية قبل وقت طويل، عكس ما يحدث عندنا من ارتفاع كبير فى أسعار التذاكر وبشكل مفاجئ يربك حسابات المسافرين ويزيد من معاناتهم !!
* العيد لا يهبط فجأة من السماء بل يأتي في وقت محدد في العام، ويشهد إزدحاما كبيرا في حركة السفر الى الأقاليم وعودة البصات خالية من الركاب ثم تنعكس القصة بعد نهاية العيد وعودة المسافرين الى الخرطوم، وكان من الممكن للسلطات والجهات المختصة ان تلجأ الى عدة بدائل لتخفيض الخسائر التي تترتب عن العمل بالنظام الدائري وعودة البصات فارغة وذلك إما بالاعلان عن الزيادة قبل وقت كاف من العيد يتيح الفرصة للمسافرين لتنظيم حساباتهم بشكل جيد، أو تقسيم الزيادة على التذاكر قبل فترة معقولة من العيد بحيث ترتفع قيمة التذكرة بمقدار ضئيل لا يؤثر على حركة السفر أو المسافرين، أو أي بديل آخر مناسب لا يضع كل العبء بشكل مفاجئ على المسافرين لقضاء العيد مع أسرهم وتحميلهم كل الخسائر المترتبة عن عودة البصات وهى فارغة من الركاب !!
* ولكن لأننا نعشق المفاجآت خاصة مفاجأة العيد، ونتلذذ بتعذيب المواطنين ورؤيتهم وهم يتعذبون ويعانون ، فلا بد أن تكون الزيادة مفاجئة ليكتمل عقد المفاجآت الفريد وتعلو الدهشة وجوه الجميع، كما يجب ان تكون كبيرة (تصل الى ثلاثين فى المائة) لتنتفخ وجوه البعض من الألم، وجيوب البعض الآخر من السعادة بينما الحكومة تهنئ وتبارك ــ كما صرح بذلك لصحيفتنا الصادرة أول أمس الأمين العام لغرفة النقل السيد فيصل عثمان محمد الذى قال للزميل أيمن مستور إن الزيادة تمت بموافقة وزارة النقل ووزارة الداخلية وبقية الجهات المختصة !!
* والسؤال الذى يفرض نفسه الآن .. (هل ستعود التذاكر الى قيمتها الاصلية بعد انتهاء العيد أم يستمرئ الاخوة فى غرفة النقل استمرار العيدية التى فاجأوا بها المسافرين (ويصهينوا) عنها كما جرت العادة بالنسبة لزيادة الاسعار فى السودان حتى لو ظلت السلعة في الرف زمنا طويلا الى ان تفوح رائحتها فجأة؟!) وكل فجأة وانتم بخير !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 22 سبتمبر، 2009