عاد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وراعي الطريقة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني الى البلاد قادماً من المملكة العربية السعودية بعد رحلة إستغرقت (16) يوماً زار خلالها كلا من القاهرة، وجدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وأجرى خلال زياراته عدة لقاءات بجهات رسمية ناقش خلالها قضايا الانتخابات ووحدة البلاد من خلال تقرير المصير في يناير المقبل، ودعا الميرغني الحركة الشعبية لضرورة الجلوس ومراجعة حل المشاكل المتعلقة بالوحدة، وأضاف “لن نفرط في سنتمتر واحد من الوطن الكبير المليون ميل، ولا يوجد سبب لفصله”.
وأكد الميرغني خلال التصريحات التي أدلى بها عقب عودته بمطار الخرطوم أمس أن القضية الأساسية في البلاد ليس الحديث عن وجود إنتخابات مزورة أو مشاركة في الحكومة المقبلة وإنما أن يبقى السودان أو لا يبقى، ورفض الحديث عن الجهات التي قابلها خلال زيارته وقال إنها لقاءات خاصة وأن زيارته كانت خاصة.
وشن الميرغني هجوماً عنيفاً على من أسماها بـ”الجهات الخارجية” التي تتحدث عن تزوير في الإنتخابات وعن قبولها بالنتيجة لفصل الجنوب وإستقلاله، بجانب حديثها عن تقديم البشير للمحاكمة الخارجية، وقال إن تلك الجهات لديها مصالح في الإنفصال وفي أن توغر صدر الشعب السوداني، وأضاف “ذلك لن يفيد العلاقات معها”، وقطع بأن لا يقدم الرئيس في محاكمة خارجية، وأضاف “رفضنا محاكمة الرئيس البشير وإستمرار المناداة بمحاكمته في الخارج فيه تحقير للسودان وللشعب قاطبة وليس لجهة معينة”، واوضح أن لا شخص كبير على المثول أمام المحاكمة، وأضاف “ولكن في محكمة سودانية نرتضيها جميعاً، ونمثل أمامها إذا إقتضى الحال”، ودعا لضرورة وقفة الجميع ضد التدخلات الاجنبية، وضرورة أن تعاون الجهات الأجنبية البلاد على الاستقرار والسلام وحقن الدماء لا للإنفصال. واضاف “تداعت عليكم الأمم من أصقاعها”، وأكد أن السودانيين لا توجد بينهم خلافات دينية ولا عرقية ولا جهوية.
وشدد على أن نتائج الإنتخابات شأن يخص السودانيين وحدهم، مشيراً الى ان الإنتخابات مزيفة نعم ولكنها تحل بأيد سودانية، ودعا لضرورة تحقيق الوفاق الوطني الشامل ومناقشة قضايا الانتخابات المزورة بين السودانيين، وقال “يمكن حل مشاكلنا بهدوء وصبر وليس هناك شئ مستعصٍ”. ودعا الجهات الخارجية التي إعترفت بنتائج الإنتخابات لمراجعة موقفها من ذلك، وشدد على ضرورة قيام إنتخابات أخرى حرة وغير مزورة، وقال ان هناك تداعيات في دارفور لا بد من التصدي لها ومعالجتها بالحكمة والحزم، وكشف عن وجود محاولات لفصل دارفور وإقامة حكم ذاتي لها، وأضاف “إذا وقع الإنفصال لن يكون هناك إستقرار لا في الخرطوم ولا جوبا ولا الفاشر والأحداث أمامكم”، وشدد على أن مهمته الأساسية تتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد تراباً وشعباً بناء على إتفاق الميرغني قرنق، وقال إن فصل الجنوب مرفوض بالنسبة لحزبه، وقطع بأن حزبه رفض وإمتنع عن التوقيع على تقرير المصير من خلال إتفاقية أسمرا للقضايا المصيرية على الرغم من تأكيد قرنق على وحدة السودان.
صحيفة السوداني