* ليس ذلك فقط، بل ان المنازل التي اوهمتهم الادارة بأنهم صاروا ملاكها عوضا عن حقوقهم المالية يسكنها معاشيون يتبعون لمشروع الجزيرة لم يحصلوا على حقوقهم منذ حوالي خمسة اعوام، ويرفضون إخلاء المنازل !! ماذا يمكن أن نسمي هذا؟ وتحت أية مادة من القانون الجنائي يندرج؟!
* القصة لم تنته بعد .. فالادارة الموقرة أوقفت صرف رواتب حوالي ألفي عامل آخرين اعتبارا من نهاية الشهر الماضي باعتباره آخر شهر لعملهم بالمشروع، ولم تخطرهم بذلك .. يعني فصل سري من الخدمة ، هل سمعتم بالفصل السري من قبل ؟!!
* ومن عجب أن الذين فصلوا بهذا النوع الجديد من انواع الفصل والاستغناء عن الخدمة لم يصرفوا مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر !!
* ثلاثة أشهر كاملة من ضمنها الشهر الكريم مرت عليهم بدون مرتبات، ثم استغناء سري عن الخدمة مع استمرار توقف صرف المرتبات والدنيا قبائل عيد !! مرة أخرى .. ماذا يمكن أن نسمي هذا؟ وتحت اي مادة من القانون الجنائي يندرج ، والى ماذا تهدف إدارة المشروع من هذه العمايل؟!
* للأسف الشديد .. لا توجد سوى إجابة واحدة يطلق عليها القانون اسم (الاحتيال) ، واضيف عليها .. محاولة إثارة الفتنة والكراهية بين العاملين في المشروع، فالذين ملكتهم البيوت الوهمية لا شك انهم الآن ينظرون الى الذين يقيمون بها ويرفضون مغادرتها نظرة عدائية، ويقول زميلنا تاج السر أحمد المراسل الصحفى للزميلة الغراء جريدة (الصحافة) من ود مدني بأن العاملين يعيشون حالة احتقان، يعني حالة غيظ وغليان، فلا هم استلموا استحقاقاتهم المالية ولا هم امتلكوا البيوت التي وعدتهم بها إدارة المشروع كبديل لحقوقهم المالية ؟؟ ما رأي شرطة أمن المجتمع في هذا .. ألا ترتدي إدارة مشروع الجزيرة لبسا فاضحا وسروالا ضيقا (اسم الدلع لبنطلون) يظهر المفاتن ويثير الفتن تستحق عليه الجرجرة الى المحاكم والجلد (أربعين ألف جلدة) بواقع اربعين جلدة عن كل عامل من الالف عامل الذين خدعتهم وملكتهم السراب ؟!
* ثم هنالك ( ثمانون ألف جلدة) أخرى عن مشروع الفصل السري لألفي عامل وتعريضهم لأقصى درجات المعاناة والعذاب بعدم صرف مرتباتهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر بينها الشهر الكريم، ويدخل عليهم الآن العيد السعيد ليجد بيوتهم خالية من الفئران، مليئة بالاحزان بينما تسرح وتمرح إدارة مشروع الجزيرة وتلبس البناطلين المحزقة على كيفها بدون أن يجرؤ أحد على أن يقول لها .. (تلت التلاتة كام) !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 16 سبتمبر، 2009