استخدم اطباء عراقيون يواجهون نقصا في العقاقير المخدرة في العاصمة بغداد التي تمزقها سنوات من الصراع تقنية الوخز بالابر لعلاج الامهات اثناء عمليات الولادة القيصرية.
وفي تقرير صدر يوم الخميس عن دراسة صغيرة شملت 200 حالة في مستشفى ببغداد قال الاطباء ان نتائجهم تشير الى ان هذه التقنية الصينية القديمة يمكن ان تكون اضافة مفيدة للممارسة الطبية المتبعة في المستشفيات المجهزة تجهيزا كاملا.
واستخدم الاطباء الوخز بالابر حيث يتم ادخال ابر رفيعة في مناطق محددة من الجسم ليروا هل يمكنها أن تحل محل او تقلل الحاجة الى عقار يطلق عليه اوكسيتوسين والذي غالبا ما يعطى للامهات بعد الولادة القيصرية ليساعد الرحم على الانقباض وتقليل خطر النزيف. واوكسيتوسين هرمون يفرز بصورة طبيعية في الجسم اثناء المخاض.
وشملت الدراسة حالات الولادة القيصرية الطارئة في قسم النساء والتوليد في مستشفى الهلال الاحمر ببغداد في الفترة بين عامي 2004 و2006 عندما كانت مخزونات الاوكسيتوسين قليلة.
وقال لازجين زتشركي طبيب التخدير الذي قاد الدراسة في بيان “ثبت ان الاوكسيتوسين غير ضروري على نطاق واسع في مجموعتي (من المرضى) وبدا هذا من خلال استخدام الوخز بالابر.
“وبالتالي استطعنا الحفاظ على مخزونات تلك العقاقير الشحيحة لدينا بدون تأثيرات مرضية على مرضانا.”
والوخز بالابر احد اساليب الطب البديل الاكثر استخداما في العالم ويقوم على نظرية بأن غرس ابر رفيعة واستخدامها ببراعة في مناطق محددة بالجسم تساعد في تعزيز تدفق الطاقة.
وترجع اصول الوخز بالابر الى الصين القديمة واصبح مقبولا على نطاق واسع في الغرب في العقود الاخيرة وخصوصا في علاج الالم. ويستخدم ايضا في حالات مثل البدانة والامساك والتهاب المفاصل بالاضافة الى امراض اخرى رغم ان الادلة العلمية الموثقة لهذه الحالات غير مكتملة.
وفي الدراسة التي اجريت في بغداد تم غرس ست ابر في اصابع قدم الام وكاحليها في اقرب وقت بعد الولادة وتحريكها يدويا لمدة تتراوح من خمس الى عشر دقائق.
واوضحت النتائج انه في 45 بالمئة من النساء اعتبر انقباض الرحم كافيا ولا يحتاج الى أي جرعة من الاوكسيتوسين وان 30 بالمئة من النساء اللائي شملتهن الدراسة احتجن الى جرعتين من العقار.
وقال زتشركي “تقنيات الوخز بالابر هذه والتي كانت وليدة الحاجة اثبتت فائدتها في التغلب على نقص العقاقير والادوات الحديثة في مدينة تمزقها ويلات الحرب.”
مصراوي نت