[ALIGN=CENTER ] تصريح الذرة [/ALIGN]
مشاكل كثيرة تعترض مسيرة حياة أحمد منذ أن أصبح المسؤول الأول عن أسرته الكبيرة عرف أن والده كان يحمل هماً كبيراً، ليس على المستوى المعيشي ولكن هناك أمور واتكالية لم يكن يدري أن موقعه في وسط إخوانه يحتم عليه الإلتزام بأدائها عاماً واحداً منذ أن انتقل والده الى رحمة مولاه تغيرت خلاله نظرة أحمد للدنيا ككل، لم يعد أحمد المبتسم كثير الحركة والمرح، فوالده كان عماداً لمجموعة أسر.. أسرته الأولى والثانية والبيت الكبير والقبيلة وحتى (سميرة) لم تعد تتبين ملامحه القديمة وصارت في حالة بحث دائم عن أحمد (المفرهد) الذي تراه دائماً في حالة تفكير عن أكبر وأصغر أفراد أسرته يوم يحدثها عن منال أخته الصغيرة التي تستعد للامتحانات والدخول للجامعة وتارة يحدثها عن توفير السيولة لمتاجر المرحوم حتى يستطيع تسيير العمل دون أن يضطر إخوانه للمطالبة بفك الورثة إيماناً منه بأن ذلك أدعى لاستمرار الأسرة في التواصل الدائم والربط الإنساني، صارت لا تجد كلمة خاصة تقرب الحميمية الخاصة التي قامت عليها علاقة الخطوبة التي تدخل في عامها الثاني، لم يعد يحدثها عنهما.. عن أحلامهما.. عن بيت المستقبل، كل الأمور أصبحت مجرد حسابات وتوقعات وحرص على الإستمرار في النسق.. بدأت تحس بأنه فاقد الإحساس بالذات مغيب عن نفسه وأشيائه الخاصة ودب الملل الى أوصال مشاعرها، في ذلك اليوم صارحته بأن يحسم أمر زواجهما عاجلاً حتى لا يكون الموضوع مرهوناً بالآخرين، ولكنه خذلها برد (لا يمكنني الآن التفكير في نفسي ولكن يجب الإنتظار حتى أؤمن خطوط حياة كل أخواتي وإخواني)، فعرفت أن الأمر توقيع بالتسريح دون إعادة الدمج الروحي. آخر الكلام: خيوط رفيعة جداً قد تكون فواصل ما بين الواقع الممكن المشروع والأحلام والأشواق للمثالية المطلقة والتي قد يكون ثمنها التضحية الكبيرة جداً جدا.ً
سياج – آخر لحظة الثلاثاء 15/09/2009 العدد 1119
fadwamusa8@hotmail.com