وتخرجنا وتفرقت بنا السبل.. ذهبنا نحن كموظفين بوزارة الثروة الحيوانية, وذهب هو ليعمل في احدى الدول العربية ثم عاد ليلحق بركب الموظفين بهذه الوزارة, وشاء قدر الله أن تأتي أزمة مرض حمى الوادي المتصدع التى أحالت حتى طعم عيد الأضحى الى (مساخة) وطعم بلا طعم, وتوقف الصادر الحيواني وجاءت الوفود وجاء مشروع المسح لهذا المرض, الذي أخرجت فيه الوزارة عبر إدارة صحة الحيوان ومكافحة الأوبئة مجموعة من الأتيام البيطرية للولايات المختلفة, وكان قدر (د. هيثم محمد سيد) أن يذهب الى ولاية البحر الأحمر ليتلقفه الموت على طريق هيا.. وينفذ القدر المحتوم وتترمل زوجته وتتيتم ابنتاه الصغيرتان, ويلوذ كل من أبيه وأمه بالصبر والجلد, وما أصعبهما عندما يشتد الامتحان, ها أنا أذكر كلماته قبل سفره الأخير بيوم, حينما سألته عن الوسيلة التى سيستغلها في سفره لبورتسودان, وطال الحديث ليشمل حوادث الطائرات وارتباط الأسفار بالطائرات والحوادث, ومازلت أتذكر كلماته المختصرة عندما أحضر لي مقالاً لتوصيله لقسم الاقتصاد كتبه والده الدكتور (محمد سيد) حول الخدمات البيطرية في السودان, كما أذكر كثيراً من (سلاماته) التى كان يبثها في غدوه ورواحه, ولا نملك إلا أن ندعو له الله أن يتقبله شهيداً فقد خرج في سبيل عمله وواجبه, وكم أصبح المكتب حزيناً لذهابك يا هيثم الذي سيتمدد حتى النهايات, وكم ذرف الزملاء والزميلات دموعاً على رحيلك وهم يتضرعون إلى الله أن يتقبلك بواسع رحمته وهم يشهدون لك بالتقوى والالتزام والسلوك القويم .
آخر الكلام:
تكررت الحوادث التى استغل فيها زملاؤنا وزميلاتنا (البياطرة) هذا النوع من العربات (إياها) فهل هناك مشكلة فيها أم أنه مجرد قضاء وقدر..
ورحم الله د. هيثم و(لا حول ولا قوة إلا بالله) …[/ALIGN]
سياج – آخر لحظة – العدد 700
fadwamusa8@hotmail.com