طرائف ونكات ما بعد الانتخابات.. هل تسهم في التحول الديمقراطي؟

استخدام الرمز في المجالات الإبداعية كل في مجاله هروب من بطش السلطة عموماً ورقابتها على كافة الأشكال الإبداعية التي تستهدف مصالحها السياسية المتقاطعة.. قال أحد الشعراء «كتبت على السحابة.. فلتسقط الرقابة.. فصادروا السحابة»!! فالقصيدة أو القلم يفعل أحياناً ما تعجز عنه الخصومة السياسية أو الأعداء الألداء.. قال الشاعر الثوري أحمد مطر صاحب السخرية اللاذعة في قصيدة «قلم»:
(جس الطبيب خافقي وقال لي: هل هاهنا القلم؟
قلت له نعم.. فشق بالمشرط جيب معطفي وأخرج القلم
هز الطبيب رأسه وابتسم.. وقال لي: ليس سوى قلم.
فقلت لا يا سيدي: هذا يد وفم.. رصاصة ودم..
وتهمة سافرة تمشي بلا قدم..).
وما يهمنا هنا الطرائف التي أفزرتها العملية الانتخابية من الساسة وإمكانية طرحها على وسائل الإعلام، هل يسهم ذلك في إنزال حرية الرأي إلى أرض الواقع والإسهام في التحول الديمقراطي، بأن تجد البسمة طريقها للمواطن عبر نكتة سياسية غير مكبوتة.. تقول الرواية الشعبية إن عجوزاً عمياء قصدت مركز الاقتراع وسألت بأعلى وتيرة عن رمز الشجرة، الأمر الذي أبهج منسوبي المؤتمر الوطني وهم يقولون في أنفسهم: حتى العجائز يؤيدون مشروعنا الحضاري.. فأكرموا وفادة العجوز الناخب العمياء وعندما وضعوا لها يدها على رمز الشجرة – كما طلبت قالت لهم وسط دهشة الجميع «أشختوا أي رمز غيرها». فيما شاعت كذلك قصة الرجل الذي سئل عمن يفوز برئاسة الجمهورية في هذه الانتخابات، فرفع رأسه للافتات الإعلانات التي تنحصر في مشهدين فقال: «إما البشير أو شامبيون».. وفي جوبا رصدت (آخر لحظة) ملصقاً للمرشح سلفاكير على ساق «شجرة» ضخم علق عليه أحدهم بقوله: «لابد منها». وقال الكوميدي فخر الدين في طرفة حديثة إن أحد الباحثين أحضر حيوان «أبو القدح» معه من جنوب أفريقيا للسودان، والتقى أحد قيادات الإنقاذ مؤكداً له أن أبو القدح عادة يعيش (350) عاماً قضى منها (150) بجنوب أفريقيا ولكنه يخشى عليه بالسودان، فأكد له القيادي: «نحن قاعدين كان تجيبو بدري عشان يحضرنا».. أما الكاريكاتيرست فارس وكاروري ونزيه فيعتبرون من أكثر العيون الناقدة عبر الرسم، بجانب علي الدويد الذي قدم رسماً للدكتور الترابي يقول عبر التلفزيون «الانتخابات نزيهة»، ومواطن آخر يحلف طلاق أن هذا «الزول نايم ليهو فوق رأي»، فيما قدم كاروري نقداً لاذعاً للصادق المهدي إبان توليه الرئاسة، ولكن الغريب أن المهدي هو الذي كتب مقدمة إصدارة كاروري التي تتضمن ذلك النقد، وقال الصادق عنه: «أحياناً أضحك لما فيه من دعابة وأحياناً أغضب لما فيه من ظلم باين.. ولكنني دائماً أجد عزائي في حكمة القائل: على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويحمد من الصبر فيما يصيبه».
صحيفة آخر لحظة
فيما قدم كاروري نقداً لاذعاً للصادق المهدي إبان توليه الرئاسة، ولكن الغريب أن المهدي هو الذي كتب مقدمة إصدارة كاروري التي تتضمن ذلك النقد، وقال الصادق عنه: «أحياناً أضحك لما فيه من دعابة وأحياناً أغضب لما فيه من ظلم باين.. ولكنني دائماً أجد عزائي في حكمة القائل: على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويحمد من الصبر فيما يصيبه».
فلينظر الشعب السودانى مدى ديمقراطية وسماحة وحرية التعبير عند السيد الصادق المهدى وهو رئيس الوزراء الذى مازال أقزام الانقاذ يسئون له ليلا نهارا اقول لهم الله مع الصابرين