ضبابية إزاء حكومة وحدة بالسودان

حسم الرئيس السوداني عمر حسن البشير كافة التكهنات والاحتمالات بشأن إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، برفضه مشاركة كافة الأحزاب التي قاطعت العملية الانتخابية أو انسحبت منها، قاطعا بعدم شملها في المرحلة المقبلة.

وبينما قرر عدد من أحزاب المعارضة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي أظهرت تقدم حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبالتالي عدم المشاركة في أي حكومة وطنية أو غيرها، وضعت بعض الأحزاب الأخرى نفسها في موقف ضبابي لم يتضح بعد.

ولم تختلف آراء المحللين السياسيين عن موقف المعارضة والحكومة، حيث تباينت احتمالاتهم بين متوقع لتشكيل حكومة وطنية وبين مستبعد لها. وشكك الخبير السياسي الأمين عبد اللطيف في إمكانية توصل الأطراف المختلفة لإجماع وطني يتفق على قضايا السودان المصيرية.
وقال إن السودان سيواجه أربع أزمات تتمثل في ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ومعالجة مشكلة أبيي واستفتاء الجنوب والمحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن “المؤتمر الوطني وجد ما كان يبحث عنه من شرعية وبالتالي فإنه لن يدخل في تآلف جديد مع القوى السياسية الأخرى”.

وأكد في حديث للجزيرة نت أن “الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها تسعى للوصول إلى هدفها باستغلال المؤتمر الوطني والمعارضة على السواء ولن تقبل رغبة المؤتمر أو غيره في تشكيل حكومة وطنية يمكن أن تقف أمام الانفصال المتوقع للجنوب.

قرار قومي
أما المحلل السياسي محيي الدين تيتاوي فتوقع أن يتوصل السودانيون إلى شكل وطني مقبول لكافة الأطراف معارضة وحكومة، مشيرا إلى أن “ما يواجه السودان من قضايا حساسة بحاجة إلى قرار وطني وإجماع سياسي كامل”.

وقال للجزيرة نت إن “ما برز من اتجاهات للرفض والتباين لن يحول دون التوصل لذلك الهدف” موضحا أنه “سيكون هناك إجماع وطني رغم رفض بعض الأحزاب لمبدأ التعامل مع مقترح الإجماع الوطني”.

وتوقع أن “تغير الحركات المسلحة بدارفور آراءها بالمشاركة في الحكومة المقبلة واحتمال انضمامها للمنظومة السياسية الجديدة في السودان”.
لا فرص
في المقابل قلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين أسامة زين العابدين من “فرص الإجماع الوطني في ظل الظروف السياسية الراهنة”، مشيرا إلى أن “الفوز الكاسح للمؤتمر الوطني بالانتخابات العامة هو الذي يبعد فكرة الإجماع الوطني حول قادته”.

وقال إن “الاتفاق على حكومة وطنية سيجرد المؤتمر الوطني من بعض الحقائب الوزارية، كما أن عدم قبول الأحزاب بمشاركة شكلية قد يمهد الطريق لانفصال جنوب البلاد”.

وذكر أن المعارضة “لن تجازف بقبول حكومة وطنية يتحكم في خطواتها وأعمالها حزب واحد هو المؤتمر الوطني الذي يعتقد أن دورها يجب أن لا يتجاوز تأييد سياساته”.

الجزيرة نت

Exit mobile version