شامة … كم مثلها في البلاد ..؟؟

[ALIGN=CENTER]شامة … كم مثلها في البلاد ..؟؟ [/ALIGN] ** يحتفظ بريدي الإلكتروني برسالة منذ عامين ونصف العام ، أنشرها اليوم فخورا بها وبصاحبها الذي يستحق تقديرنا ..نص الرسالة : « الأخ : الطاهر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نشكرك كثيراً على اهتمامك بالامور الاجتماعية التى غفل عنها كثير من الناس .. لقد اطلعت على المقال المكتوب بعمودكم قبل يومين عن الخالة شامة صالح وأسرتها التى قدمت اربعة شهداء وتعانى من ضيق العيش، ولقد تأثرت كثيراً لهذا الوضع .. وحاولت الاتصال بك عبر تلفونات الصحيفة ولم اتمكن .. نرجو التواصل معى حتى نتفاكر على كيفية دعم هذه الاسرة الكريمة بقدر المستطاع ..وأرجو إرسال رقم الموبايل الخاص بكم .. أخوك طارق ..سريال للطرق والجسور ..» ..!!
** هكذا كان رد فعل أحد أفراد المجتمع السوداني سريعا وإيجابيا ، تجاه حال الخالة شامة..حيث إستلمت رسالته ظهر ذات اليوم الذي عرضت فيه حال الخالة شامة، فاتصلت به ، حيث طلب مني عنوان الأسرة وهاتف شقيق الشهداء الأربعة ، عبد المجيد ..وقد كان له ما طلب .. بعد أسبوع من إتصاله بالخالة شامة وأسرتها ، أصدر طارق توجيها بأن يلتحق عبد المجيد بشركة سريال براتب يفي ايجار منزلهم ومصاريف جامعته، بشرط أن يتفرغ عبد المجيد تفرغا كليا لدراسته إلى أن يتخرج – بإذن الله – مهندسا معماريا.. بفضل الله ثم بفضل هذا المواطن الذي لم إتشرف بلقائه – إلي يومنا هذا – إلا عبر تلك المهاتفة ، إلتحق عبد بالمجيد بالجامعة ، ولايزال فيها ، حيث يحلم ويترقب حفل التخرج بإذن الله .. شكرا لهذا ال ..طارق ، الذي قد يحزنه أويغضبه شكرى هذا ، ..ولكن هذا فقط بمثابة بعض الوفاء لأهل العطاء ..!!
** ثم شكرا للسيد رئيس الجمهورية على زيارته لأم الشهداء الأربعة الخالة شامة وأسرتها ، ليشكرها على هذا السخاء تجاه هذا الوطن الحبيب ..والبارحة تلمست أثر زيارة الرئيس في وجه الخالة شامة وإبنها عبد المجيد ..هي سعيدة ، لا بالمنزل الذي إستلمته من الرئيس فحسب ، ولكنها سعيدة بأن الوطن لم يخن أويتجاهل تضحيات الأبناء المخلصين .. حيث قالت بزهو : والله ياولدي تأكدت بأن الدنيا بخير وأن بلدنا بيستاهل كل خير ، وإن شاء الله ربنا يقدرنا نحافظ على ترابه .. هكذا تحدثت ، فتأمل صدق الإنتماء ، صديقي القارئ .. جادت بأربعة أبناء ، ثم تسأل الله قوة وإرادة تحافظ بها على تراب وطنها .. قبل عامين كانت حزينة لأنها كانت وحيدة في بحر الفقد ، ولكنها اليوم سعيدة لأنها شعرت بأن كل الوطن ، حكومة وشعبا ، يقف بجانبها ويكرمها .. فشكرا لزيارة الرئيس التي غمرتها بهذا الإحساس ..!!
** معتمد جبل أولياء رافق الرئيس فى تلك الليلة ، وكذلك منظمة الشهيد ووزيرة الشؤون الإجتماعية بالولاية وبعض سادة الولاية والمحلية .. للأسف إنها زيارتهم الأولى منذ استشهاد الأبناء الأربعة .. ولهذا نقول أيضا : شكرا لزيارة الرئيس التي كشفت للمعتمد مكان وحال الخالة شامة ..وشكرا لزيارة الرئيس التي أخبرت وزيرة الشؤون الإجتماعية بأن هناك أسرة سودانية ضحت بالغالي ولم تجد منهم حتى « تفقد حال » .. وشكرا لزيارة الرئيس التي كشفت لمنظمة الشهيد بأن حقوق هذه الأسرة الوفية لم تصرف بعد ، منذ عقد ونيف من الزمان .. وعليه ، صديقي القارئ ، فإن زيارة الرئيس لم تستفد منها الخالة شامة فقط ، بل إستفاد منها الرأي العام أيضا .. حيث عرف بأن أجهزة الدولة الولائية والمحلية ومؤسساتها المناط بها زيارة ورعاية الخالة شامة وأسرتها ، لم تزرها ولم ترعها إلا بصحبة الرئيس ..!!
** وهنا ثمة أسئلة حزينة يجب طرحها .. كم شامة فى مجتمعنا لم يجد حالها طريقا إلي الصحف ..؟.. كم شامة فى مجتمعنا لا يعرف معتمدها عنها كثير شئ ، بل ينتظر الرئيس ليعرف ..؟… هكذا نتوجس جهرا فى غمرة سعادتنا سرا بسعادة الخالة شامة .. ليس من العدل ولا العقل أن نطالب الرئيس بزيارة 40 مليون سودانى ، متفقدا أحوالهم ..وكذلك ليس من العدل ولا العقل بأن نطالب ال 40 مليون مواطن بعرض حالهم في الصحف ، حتى يتفقدهم رئيس الجمهورية مواطنا تلو الآخر .. ولكن من العدل والعقل أن نطالب مؤسسات الدولة ببسط حقوق الحياة الكريمة فى مساحة المليون ميل مربع ، حتى يتنعم كل مواطن بحقه في الحياة الكريمة ..فالحق يجب ألا يأتي لصاحبه بالإستجداء يا معتمد ، يا والي ، يا كل ولاة الأمر ..!!
إليكم – الصحافة السبت 12/09/2009 العدد 5825
tahersati@hotmail.com
Exit mobile version