ورحلت ندى … عاشقة الهلال

اذرفوا الدمع مدراراً ياأمة الهلال ..ومدوا للأسى أشرعة ومارسوا الحزن النبيل .. فقد مضت في طريق الرحلة الابدية عاشقة الهلال ندى
… تسألوني من ندى ؟؟ ندى ليست فتاة مخملية أهداها أبوها في عيد ميلادها سيارة فارهة تمارس بها الدلال في شوارع الثغر البهية … كلا … ندى فتاة تفترش الأرض وتلتحف السماء على شواطئ البحر الأحمر وتجاور الأمواج الزرقاء وتكتفي بها عن مجاورة البشر .. فتاة إذا سألت عنها أول من يلتقيك عند مدخل المدينة تجده يعرفها … ندى فتاة قد تمر بها وأنت تحسبها من الذين غابت عقولهم او من المتسولين … وقد يجعل الله بين قلبك وقلبها جسر من نقاء الأرواح وشفافية النفوس الطيبة فتحبها وتحبك كما هو حالها مع كثير من الناس … ندى فتاة أصابها شرور البشر ونفاقهم بالذهول فمارست العزلة …ثم اختارت الرحيل .. وتركت فينا من الدهشة والأسئلة الكثير ؟ فوا اسفا عليك؛ …

عذراً ندى لأننا لم نستغل وجودك القصير بيننا لنعرف سر ذلك التواصل الجميل بينك وجميع الناس السر الذي جعل رحيلك حدثاً ابكى الجميع في مدينة بورتسودان …

ولم نسألك عن سر تلك الصداقة والمحبة التي جمعتك بالفنان المحبوب محمود عبد العزيز ذلك النقي الشفيف المتواضع والذي هو مثلك تماماً فيه ( شئ لله ) .. لله درك محمود وأنت تذرف الدموع على ندى أمام جمهورك وتطلب منهم أن يقفوا حداداً على روحها الطاهرة … فما أعجبك .. وما أعجب المنظر والجميع بمسرح الثغر يقفون حداداً على فتاة كانت تسكن الطريق جوار ذلك المسرح … أما عشقك للهلال ياندى فلم يكن محل دهشتي أبدا فانت وبكل هذا التفرد وكل هذا الجمال إن لم تكوني من عشاق الهلال فمن يكون ؟ إن لم تكوني من أصحاب ذلك العشق الفطري الذي يولد به أصحابه ولا يدرون متى حل بهم وكيف فمن يكون ؟ إن لم تكوني أنت يا ندى من امة الوطنيين الأوائل فمن يكون ؟ … إن لم تكوني من أنصار الهلال رمز الاسلام وفال الفرح والسيرة والشبال للعرسان وأطفال الختان فمن يكون ؟ فلا عجب ان تكوني من امة الهلال يا ندى فأنت تشبهين والي الدين ويوهانس والطفل خالد في الألق والتوهج ثم الرحيل المبكر .

نعم … لاعجب إن تكوني يا ندى بثيابك المتواضعة ورجليك الحافيتين أولى مهيرات الهلال بالمدينة وتمدي حبل التواصل بينك ونجوم الهلال في مكان إقامتهم … ولاعجب إن يبادلوك هم الحب ويتسابقون في الإحسان إليك … فكم رأيناك وأخي نيازي والفرح الطفولي يعتريك بما حصلت عليه منهم .. ولكن هل يعلم نجوم الهلال إنك عرفت بقبول العطاء ليس لنفسك .. بل للمحتاجين من سكان الطريق فلو ساروا خلفك عدة امتار خارج فندق هيلتون لراوا عجباً ولشاهدوك وانت تنفقين كل ماعندك لمن هم اكثر حاجة منك

وداعاً ندى …وسأظل اذكر نقاشك معي في هموم الهلال …وسأظل اذكر يوم أن تدخلت في نقاش دار بيني واخر وكيف انك دافعت عن كابتن الهلال وعن أخلاقه بمعلومات أفحمته فأصابه الذهول …فقلت له أنا هذا هو الهلال ؟ وسأظل اذكر يوم أن التقيتك قبل يوم من لقاء الأهلي الشهير وسألتك عن توقعاتك للنتيجة وكان توقعك هو ما حدث ( فوز الهلال بثلاثية ) ، هذه ندى ياأمة الهلال وهذه قصة عشقها… فقط أفسحوا لها حيزاً في ذاكرتكم ، فنحن أهل الوفاء وقبيلته … فادعوا لها بالرحمة يأامة الوفاء …حقاً سيشتاق اليك الساحل وامواجه الزرقاء يا ندى… لك الرحمة……….

على إدريس
بورتسودان

صحيفة قوون

Exit mobile version