مما يؤكد أن المعركة التي أديرت مع لبنى لم تكن في الوقت المناسب في بلد لديه مخزون من المشاكل تكفيه لعشرات السنين القادمة أشك في أن تكون لبنى قد كانت ترتدي الزي الذي ظهرت به في عدد من الفضائيات و لكنني أشك في حصافة شرطة النظام العام في التعامل مع مثل هذه القضايا في غاية الحساسية التي تؤثر سلباً على سمعة السودان .
بمنطق الحاسبات لقد كسبت لبنى 50% من المعركة و وأفرغت القضية من سياقها ا لقانوني إلى سياق آخر سياسي و تحولت القضية من قضية نظام عام إلى قضية رأي عام تتناولها الفضائيات و صالونات السياسة و تم توظيفها إعلامياً خصماً من أرصدت السودان و توصيف السودان دولياً على أنه بلد يضطهد المرأة ويؤد النساء داخل العباءات السوداء و سودان د. خالدة زاهر و فاطمة أحمد إبراهيم و سودان نفيسة كامل أول صحفية في إفريقيا والعالم العربي برئ من هذه الاتهامات سودان نالت فيه المرأة حقوقها كاملة في خمسينات القرن الماضي في عام 1952 تكونت أول لجنة تنفيذية للاتحاد النسائي بقيادة خالدة زاهر و ثريا الدرديري وكانت أول مشاركة علنية جماهيرية للمرأة السودانية في مظاهرة سياسية في بداية الستينيات.
هذا الدرب الصعب شقته المرأة السودانية في خمسينات و ستينيات القرن الماضي باقتدار جعلها في قاطرة التحديث الاجتماعي في السودان و ما جاوره من عرب و أفارقة في الوقت الذي كانت فيه المرأة العربية ضاربة في خدرها صوتها عورة و خروجها عورة و كل شئ عورة بالمناسبة، لاتزال المرأة الكويتية ممنوعة من إصدار أو تجديد جواز سفرها إلا بموافقة ولي أمرها و في سويسرا في بعض الولايات (الكانتونات) منحت المرأة حق التصويت في مطلع الثمانينات مثل كانتون الفالي. في حين أن فاطمة أحمد إبراهيم أول إمراءة برلمانية مثلت المراءاة في البرلمان السوداني في الستينيات.
على الرغم من سطحية التوصيف و التجني على سودان نعمات حماد و فاطمة أحمد إبراهيم إلا أننى هنا سوف أقبل هذا التوصيف جدلاً وأطالب كما طالب غيري بحرية المرأة في اختيار زيها وملبسها كما أطالب ألا يسمح للذين يشوهون سمعة السودان بعدم فهمهم للقانون و اجتهاداتهم الشخصية التي تسئ و تضر بسمعة السودان ألا يسمح لهم باللعب في “الهامش القانوني الرمادي”
قَدْ يَنال مثل هذا الإجراء الذي قامت به شرطة النظام العام التصفيق حول طاولةِ اجتماع،و لكنه ليس الوصفة الناجعة بل هو رسالة خاطئة تضر بسمعة السودان حتى في وسط الدول التي تنتمي لمنظمة المؤتمر الإسلامي OIC.
طه يوسف حسن . جنيف
Taha Yousif Hassan
UN Accredited Journalist
Switzerland, Geneva
Tel.Mobile- 0041 79 3179 529
Office – 00 41 22 732 0009 الرسالة