حذر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من أن انهيار الانتخابات في السودان واتفاق السلام الشامل المرتبط بها يمكن أن يشعلا حربا دينية على المستويين الوطني والإقليمي.
وفي مقابلة مع وكالة رويترز قال كارتر الموجود في الخرطوم على رأس فريق من مراقبي الانتخابات إنه من المهم أن تمر الانتخابات السودانية بسلام بسبب الموقع الإستراتيجي للبلاد وأهمية اتفاق نيفاشا للسلام.
وأضاف أنه يعتقد أنه في حال وقعت أعمال عنف أو تدهور في الأوضاع في السودان فربما ينتشر الأمر إلى جزء كبير من أفريقيا.
وكان محللون حذروا من احتمال حرب أهلية إذا ما فشلت الانتخابات وحاولت الخرطوم تعطيل موعد استحقاق الاستفتاء بتقرير مصير جنوب السودان الذي تعده الحركة الشعبية لتحرير السودان شريكة اتفاق نيفاشا “خطا أحمر”.
ورجح كارتر وجود “احتمال لاستقطاب التأييد أو العداء بين الشمال المسلم والجنوب غير المسلم، حيث إن لبعض الدول المجاورة التزاما عميقا بالمسيحية وبعضها غير ذلك، وربما يقود إلى احتمال نشوب صراع ديني وآخر إقليمي في هذا الجزء من أفريقيا”.
وردا على سؤال عما قد يثير مثل هذا الصراع تحديدا قال كارتر “قد يحدث في حالة انهيار العملية الانتخابية برمتها انهيار يسفر عن أعمال عنف من الجانبين”، لكنه أضاف أن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا تعطلت العملية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل تماما، “وهو ما لا أتوقعه”.
المعروف أن السودان أكبر دولة في أفريقيا، يحيط به تسع دول جوار، هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا.
تهديدات البشير
وانتقد كارتر الرئيس السوداني عمر حسن البشير لأنه هدد المراقبين الذين يدعون لتأجيل الانتخابات بقطع أصابعهم وبطردهم من البلاد، وكان مراقبو “مركز كارتر” قد قالوا إنه ربما يكون من الضروري تأجيل الانتخابات لفترة قصيرة.
واعتبر كارتر أن هذا التهديد “كان خطأ فادحا”، مشيرا إلى أن معاوني البشير أكدوا له أن تلك التهديدات صدرت في “حماسة خطبة انتخابية” وأن البشير نفسه رحب ببعثة كارتر في كلمة أدلى بها في وقت لاحق.
وبدأ السودانيون الأحد الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن يشهدها السودان، ويتوقع أن يحافظ فيها البشير على منصبه الذي يتولاه منذ انقلاب قادته الجبهة الإسلامية في العام 1989.
المصدر: رويترز ، الجزيرة نت