إذن فعلينا الإنتباه جيداً سواء كنا في الجنوب او الشمال، مسلمون وغيرهم، ما يجري حولنا بدول الجوار وفي داخلنا لا يخرج كونه أننا جزء من كيان كبير وهو العالم الذي نعيش فيه.وعلينا إدراك مسألة الحرب التي تدور في أرضنا لا تنتهي آثارها عندنا فقط. ولذا فهناك طريقتان لحسم مسالة عدم إتفاقنا وسيكون أمر إختيار الأفضلية لغيرنا وليس نحن. واما من نقصدهم بغيرنا فهم كل من يحقق له اي الطريقتين مصلحته، وتلك الطريقتين مترادفتان: فإما فشلنا في الحفاظ على ما بين ايدينا حالياً من إتفاق سلام وفي تلك الحالة سيعود القتال في السودان أشرس من المرة الأولى حتى أننا خاصة الذين يظنون أنفسهم في مأمن الآن سننادي أنفسنا ونطالب بتحقيق العدالة التي ذبحناها. واتوقع الا يتم ذلك في فترة تقل عن ثلاثين عاماً قادمة لا قدر الله وقامت الحرب. وأما الطريقة الثانية فهي تلك التسريبات والتقارير الصحافية التي نستهين بها في الوقت الراهن فما هي سوى دعاية سوداء تمارس ضد السودان بقصد زرع فتنة دينية بين السنة الذين سيكون لهم أنصار بعيدين جغرافياً عنا واياديهم موجودة بالداخل معنا من جهة وشيعة يصرون على رايهم ولهم من يساندهم معنوياً ومادياً سواء كانت مباشرة او غير مباشرة وهنا سنرى أن الأمر فلتت السيطرة عليه من يدنا.
وأسوأ السيناريهات سير الإثنتين معاً: نشوء حروب جهوية وإثنية في السودان يصاحبه في الوقت نفسه نجاح فكرة نزاع بين طائفتين إسلاميتين. لكن هذا السيناريو في الوقت الراهن بعيد جداً إن لم تكن مستحيلاً خلال هذا العقد… لكن لن يكون كذلك في الثلاثة عقود القادمة فالتدابير الدولية خاصة تلك التي تهدف إلى إحداث شرخ في دولة لا تعتمد مدى نجاحها على السرعة…. البطء الفعال أفضل من السريع المثير الذي يلفت النظر مما يخلق رد الفعل السريع فكما يقول الفيزيائيون بان لكل فعل رد فعل مساوٍ له المقدار ومضاد له في الإتجاه فهذه القاعدة يعتمد عليه رجال الدراسات الإستراتيجية في تحقيق اهدافهم.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 957- 2008-07-13