* اتصلت بالاخ (باقان) ولم يستغرق الحديث سوى ثوان حتى وافق على إجراء الحوار، بل ذهب الى ابعد من ذلك وأبدى استعداده للحضور الى مقر الصحيفة بالخرطوم والاجابة على أى سؤال يخطر على بال أى أحد، ثم فاجأنى باقتراح بأن يكون الحوار فى شكل (مناظرة) مفتوحة بينه وبين الاخ الدكتور نافع، إذا وافق الدكتور نافع والأخ رئيس التحرير!!
* ابدى الاستاذ محجوب موافقة فورية، ثم اتصلت بالدكتور نافع فى القاهرة فوافق على الفور، بل قال انه مستعد لقطع زيارته الرسمية للقاهرة فورا والحضور من المطار الى مقر الصحيفة مباشرة، فأخطرت رئيس التحرير الذى كلفنى مع عدد من الزملاء باعداد (ملف صحفى) يشمل كل شئ عن المناظرة المرتقبة، وعندما انتهينا من إعداد الملف خطرت بذهنى فكرة جديدة .. (لماذا لا تكون المناظرة فى منزلى بعد إفطار رمضانى خفيف وأكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد .. خلق جو حميم للمناظرة الملتهبة ودعوة الرجلين وعدد من الزملاء لتناول طعام الافطار .. وأهو يكون ملح وملاح)، ثم راودتنى فكرة جديدة بأن تتحول المناظرة الى ( لقاء ثنائى) بين الرجلين لمناقشة هادئة حول خلافات الشريكين، وسرعان ما نقلت فكرتى الجديدة للرجلين ورئيس التحرير، وجاءت الموافقة بأسرع مما توقعت، فالتقينا أربعتنا أول أمس فى حوش جدنا المرحوم على السراج بامدرمان!!
* قبضنا على أنفاسنا ــ أنا والاستاذ عروة ــ عندما بدأ الحوار بين الرجلين خاصة وأن البداية كانت بموضوع ساخن وهو الاحصاء السكانى، ولكن لدهشتنا فلقد تجاوزا هذه النقطة بسرعة كبيرة ثم بقية النقاط الأخرى، ولم أصدق أذنى عندما طلبا منى إحضار(كمبيوترى المحمول) لكتابة مسودة الاتفاق الابتدائى، فهرولت لاحضاره قبل أن يغيرا رأيهما، ولكننى لسوء حظى تعثرت وسقطت على الأرض واصطدمت رأسى بحافة الباب وغبت عن الوعى لحظات بسيطة وعندما أفقت رأيت زوجتى تقف فوق رأسى وهى تقول لى ..(سحور أصحابك باين عليهو كان تقيل امبارح، الليل كله تهضرب وترفس وما صحيت إلا لمن أديتك خبطة بالجك ده فى راسك) !!
* أصابتنى حالة إحباط شديدة بأن الموضوع كان مجرد حلم فصرخت فى وجه زوجتى التى لم تفهم سبب صراخى .. ( مصحيانى مالك، على الأقل كان تخلينى أهضرب لحدى ما باقان ونافع اتفقوا ) !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 4 سبتمبر، 2009