الوجوه الأجنبية في الإعلانات السودانية .. ذكاء إعلاني أم إحساس بالدونية؟

حُب الناس لكل ما هو غير سوداني عدوى انتقلت من العطور الباريسية والأحذية الايطالية الى الإعلانات التلفزيونية التي نشاهدها وتتخلل البرامج، واعتماد الإعلان على الوجوه الأجنبية ظاهرة تأتي عند كل صباح (فخديجة وقعت من البلكونة) واخواتها اعتاد المشاهد السوداني عليها كثيراً وأصبحت كلمات تستخدم في الحياة العامة، فكما هنالك نماذج اجنبية، هنالك ايضاً نماذج سودانية ناجحة، لكن عمرها قصير مُقارنةً مع خديجة وأخواتها، فمثلاً النهج الذي اتبعته شركة كنار كان خير مثال في إعلان (الجد الذي يتحدّث الى حفيده ويخشى على رصيده من النفاد) ومن ثّمَ سارت زين على النهج نفسه في اعلاناتها (عم جون، وحليمة ست الشاي) لكن يبدو ان عمر خديجة اطول.
هل هو ذكاء إعلاني بالفعل ام احساس بالدونية؟ وما هي الأسباب التي ادت الى كثرة هذا النوع من الاعلانات..؟
(السوداني) حاولت من خلال هذه الأسئلة معرفة بعض الآراء ومدى التقبل لهذا النوع من الإعلانات.
محمد جعفر طالب يقول: في اعتقادي أنَّ هذا النوع من الإعلانات هو من التغيير في الأنماط العادية، وتعود أسبابه في رأيي الى أن الوجه الأجنبي جَاذبٌ ويمثل بتلقائية عكس السوداني الذي يتكلّف في التمثيل مما يُصيب المشاهد بالملل، لكن هذا لا يعني ألاّ تكون هنالك وجوه سودانية بل العكس احبذ وجودها، فلماذا لا يعمل الممثل السوداني على تصحيح اخطائه فيصبح المنافس لتلك الوجوه الاجنبية بل المحتكر لتلك الاعلانات..
اما مصطفى يعقوب يقول: في رأيي ان اعتماد الاعلانات على وجوه اجنبية نوع من التغيير لجذب المشاهد ولفت انتباهه، لكن تكرارها يقود الى الملل، فاذا تغيّرت الاعلانات الى لهجات سودانية تجذب المشاهد، فالسودان له موروث ثقافي كبير لكن الاحساس بالدونية وان الاحنبي أفضل هو ما جعل الهروب من كل ما هو غير سوداني امراً لا يختلف عليه اثنان.. فلماذا لا نعتز بكل ما هو سوداني..؟
اما نهى الحاج خريجة تقول: إنّ الاحساس بالدونية هو ما يجعلنا نهرب من كل ما هو سوداني، فنجد ان المجتمع يفضل العطور والاحذية والساعات وغيرها من المنتجات الاخرى غير السودانية على اساس انها (ماركة) وكأن المنتج الوطني عبء ثقيل ووصمة عار!! حتى الاعلان اذا جاء بطريقة سودانية تسمع دائماً (هو ديل بيعرفوا يمثلوا)..!! فلماذا لا نطور انفسنا وان يكون المنتج السوداني مُعلناً بطريقة سودانية.. فالسودان وطن متعدد الثقافات فيجب عكس تلك الثقافة في ظل الفضاء المفتوح..
واخيراً تضيف سامية جلال موظفة قائلة: ان هذا يعتبر ذكاءً اعلانياً وذلك في ظل السباق المحموم في دنيا الإعلانات، لكن لماذا لا تكون كل هذه الاشياء بنكهة سودانية خالصة حتى نعطي الممثل السوداني الثقة التامة، فاذا كان الاعلان بطريقة كوميدية وسهلة فإن المتلقي السوداني ينجذب اليه، لأنّ الشعب السوداني شعب يحب النكتة، فبذلك تخرجه من جو الحياة ومشاغلها وتروّج لاعلانك، فهنالك نماذج ناجحة حتى اصبح الناس يتداولونها في حياتهم اليومية على سبيل اعلان المحاميد (روح انت اني بنجو مع العفش)، فهي لهجة سودانية تقبلها المشاهد واستخدمها في حياته اليومية، فهل في مصر على سبيل المثال تجد اعلاناً بلهجة غير المصرية.. فلماذا لا نعتز بكل ما هو سوداني..؟!

صحيفة السوداني

Exit mobile version