فقه الملخوم وصلاة الحرّوم

[ALIGN=CENTER]فقه الملخوم وصلاة الحرّوم ![/ALIGN] قالوا الجمل ما بشوف عوجة رقبتو، وربما كان ذلك هو الحال معنا يا حرّوم، فرغم سلخنا لجلود الرجال وتقليبنا لطباعهم (عدلة وقلبة) وتفنيدنا لعيوبهم عيب .. عيب، إلا أنهم لا يعلمون عن عيوبنا إلا اليسير، وغاية فهمهم للنساء يتوقف عند حدود أن (النساوين ديل فالحات في السهتنة ودموع التماسيح والنقة والقطيعة ووو.. وبس) ..
وبمناسبة دخول رمضان في اللحم الحي تعالن يا أخواتي نمارس بعضا من نقد الذات، ونهدي لبعضنا بعضا من عيوبنا، ولنقارنها – نكاية في انفسنا – بالرجال .. اتفقنا ؟!!
أول تلك العيوب الفظيعة يا نسوان هو (نقص الدين) .. ليس بالمعنى الذي أراده رسولنا الكريم عندما ذكر نقص عبادات المرأة عن الرجل، والفترات التي لا تصوم ولا تصلي فيها النساء ولا تقرب المصحف، ولكن – ما قصدته – هو نقص الفهم في الفقه والتدين .. فرغم أننا لا يمكن أن نفرّق بين النساء والرجال في درجة إلتزامهم الديني، لأن في الطرفين، هناك المتشددون والمعتدلون والملتزمون بفروضهم وواجباتهم دون تفريط، وهناك الغاشاهم الدنيا من المفرّطين للأمانات من الطريفين ..
ولتوضيح وجهة نظر شخصي الضعيف، تعالن لنضرب أقرب مثل بفهم المرأة العادية (الزيّنا كده) لفقه الصلاة وخاصة صلاة الجماعة، ولنقارنه بفهم الرجل العادي (يعني نص نص .. لاهو مولانا ولاهو طالقا) .. كويس ؟
لعلنا قد لاحظنا جميعنا (رجال ونسوان) في السنوات الأخيرة، الزيادة المحمودة لأعداد النساء اللاتي ترتاد المساجد في رمضان لأداء صلاة التراويح، ولكن ما لا يعلمه الرجال (نحمد الله) هو كمية العك والجوباك الذي يحدث في مصليات النساء .. أصبرن قبال تشبن في حلقي خلوني أحكي ليكن الحكوة دي وبراكن أحكمن ..
اجبرتنا ظروف لحوق المستشفى ذات مساء لأداء صلاة العشاء والتروايح في مسجد شهير مررنا به في طريقنا، وأثناء محاولة أبو العيال إيجاد موضع قدم إستك للسيارة وسط الزحام، انتبهنا لأن صلاة العشاء قد فاتتنا، وعند نزولنا (الري وأنا) وجهّنا بصورة لطيفة حتى لا يشعرنا بالجهل:
طبعا انتي عارفة عندكم خيارين .. أما تدخلوا على صلاة التراويح بنية العشاء أو تصلوا العشاء على جنبة براكم وبعدين تتموا التراويح مع الجماعة.
وبهذه الجملة البسيطة راجع معنا فقه صلاة المسبوق والتراويح، فقد ذهب بعض المشايخ إلى جواز دخول المسبوق للصلاة مع الإمام بنية العشاء، فإذا سلّم الإمام من ركعتي التراويح قام المسبوق وأتم لنفسه الصلاة، أما من تحرّج من الصلاة خلف إمام يصلي التراويح لأنها نافلة، والعشاء فريضة، فعليه الصلاة منفرد في ناحية جانبية من المسجد بدون تشويش على الإمام ومن خلفه .. الكلام ده داير ليهو درس عصر ؟
طيب ! .. دخلنا مصلى النساء وبنظرة سريعة لضيق المكان إزدحامه تبين لي استحالة أن انفرد بنفسي بعيدا عن الجماعة لأصلي العشاء، فأحرمت وابنتي للصلاة مع الأمام، ولكن قبل أن تمر دقيقتين دخلت خلفنا ثلاثة حريم مسبوقات، حشرت اثنتين منهم أنفسهن حشرا بين فرقات الصف الأخير، أما الثالثة (عفيت منّها) ويبدو أنها كحلت الصف الأول واكتشفت أن الواقفات فيه اتنين وبس !! فنطّطت وعفّصت وركبت ما شاء لها الله فوق رؤوس المصليات وتخطت رقابهن لتصل الصف الأول، ثم بدأن ثلاثتهن في لعب لعبة (أحمد قال أقيفوا) وذلك لأن كل واحدة من الثلاثة كانت تصلي العشاء منفردة وسط من هن حولها في صلاة التراويح .. توالى دخول المسبوقات (يمكن اتأخرن عشان كانن بغسلن في عدة الفطور) ومع دخول كل واحدة تنقشط بين الصفوف وتبدأ في الصلاة حتى جاط المكان واختلطت حابلة (المستعشية) بنابلة (المستروحة) ..
ماعلينا .. بعد التسليم من ركعتي التراويح حاولت مخارجة نفسي من الضيق والعفص، فمن كانت تقف قصادي في الصف القدامي كانت تسرع برفع رأسها من السجود قبل الأمام، فتجلس فوق رأسي فـ (أفرفر) حتى أتمكن من تخليص رأسي من تحتها !! لذلك قفزت فوق الرؤوس وتوجهت صوب الصف الأول الفاضي .. أشمعنا ديك ينططن براهن ؟
بعد وصولي للصف الأول بالسلامة، حاولت التسدر ومحاولة تنظيم الصفوف الـ (سبعة وتمنية)، فقد كانت هناك من تصلي وهي جالسة بعيدا في الشبّاك (أي والله .. ما هجمتها) أظنها نست البنبر البتصلي بيهو، وكانت الفرقة بين بعض المتينّات كافية لادخال عشرة شواطين .. طبعا ديل معزورات فلهن قوام على شكل القطّية (من فوق مفرورة ومن تحت مصرورة) وبالتالي تحتاج الواحدة منهن لفراغ محيطه مترين حولها كي تستطيع أن تجلس و(تتفرجخ) للتشهد في أمان الله .. التفت خلفي وطلبت من النسوان تكملة الصف الأول ثم ما يليه حتى الأخير، ولكن وكأني أأذن في مالطة فقد ظلت الحريم تنظر لي بلا مبالاة وكأنني لا أعنيهن بالكلام، فأدرت رأسي للأمام بـ (قنتة) وهمست لنفسي:
عنّكن .. قالوا النسوان حطب النار من جنس غتاتتكن دي !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version