رصدت كاميرا “MBC في أسبوع” مأساة عائلة جزائرية تضطر إلى تقييد أبنائها الثلاثة المعاقين -الذين لا يتكلمون لغة البشر، ويحاكون الحيوانات- بالسلاسل؛ خشية افتراسهم الجيرانَ، وأكل مزروعاتهم.ويعيش حسين وسمير ولمياء، أبناء العم سعيد عناب؛ في بيت معزول مبني بالطوب في قرية بئر الهنشير النائية على الحدود الجزائرية التونسية، ويخشى عليهم والدهم من الضياع، وسط البيئة الزراعية بصحراء الحدود بين البلدين.وقال سعيد عناب لرفيق باخوش، مراسل برنامج “MBC في أسبوع” في الجزائر الجمعة الثانية من إبريل/نيسان الجاري، والذي زار الأسرة المكلومة في منزلها: “إذا لم أقيدهم بالسلاسل يهيمون في العراء، يأكلون ما تمسكه أيديهم، ويدخلون أراضي الجيران، ويأكلون زروعهم، ويشربون من ماء المجاري، والمياه المتسخة التي يرميها الناس في الطريق”.وأضاف الأب أنه يخشى أن يقوم أبناؤه الثلاثة بضرب كل من يصادفهم؛ حيث اشتكى له الجيران من أذاهم، فقرر ربطهم، كما أنهم يصاحبون الحيوانات المفترسة من الذئاب والكلاب الضالة.وأشار إلى أن أبناءه الثلاثة لا يفقهون شيئا في الحياة، حتى الكلام، مضيفا: هذه ليست مشكلة عويصة بالنسبة لهم، ولكن المأساة الكبرى لهم هي أنهم يعيشون حياة الغاب، يأكلون الكلأ مع الحيوانات، ولا يتقنون من النطق غير العويل والآهات، ويهيم الثلاثة في العراء صياحا، ويفترسون كل من يصادفونه في طريقهم.وبنبرة متألمة روت والدتهم عائشة عناب كيف غرس حسين أنيابه في يدها حينما كبلت يديه بالسلاسل الحديدية، مشيرة إلى أنها تجرّ أبناءها الثلاثة إلى إحدى غرف المنزل، تقول عنه إنه “مربط الحديد”، وهو عبارة عن سلاسل حديدية مثبتة في زوايا الحجرة تربط فيها أبناءها، وتجلس بجوارهم تبكي، ولا يبقى لها من مرح الأبناء سوى نفسية محطمة، وأمل كاذب في أن يعيش أبناؤها حياة البشر.وتضيف لبرنامج “MBC في أسبوع” لا بد أن نربطهم حتى يهدءوا وحتى يناموا. غير أنها استدركت مضيفة أن حالة الهياج التي تعتري أبناءها، ومحاولتهم ضرب الناس، إنما هي بسبب أبناء جيرانهم: “أبناؤهم هم الذي يثيرون غضب أولادي، أولادي لا يفترسون كما يقولون، ولكنهم يضربون هؤلاء الأولاد الذين يثيرونهم”.ويضيف مراسل MBC معلقا على حال الأسرة: العائلة ليست في حاجة إلى دواء أو طعام يشفي غليلهم، فالأولاد فقدوا الشهية نهائيا، فهم لا يعقلون في الأكل شيئا، ويصاحبون حتى الحيوانات المفترسة.وتابع: إنها حياة قاسية غيرت وجه عائلة بأكملها كانت تحلم دوما بأن تتكلم مع فلذات كبدها، تسلم بالقدر وتأنيب الضمير لأنها تكون قد دفعت تماما ضريبة زواج الأقارب وتوابع مآسيه.