شايلة ولا ماشايلة؟

[ALIGN=CENTER]شايلة ولا ماشايلة ؟[/ALIGN] !!
* السيد وزير الري المهندس كمال علي قال في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بأن التنبؤ بالامطار حتى الثاني والعشرين من شهر أغسطس الماضي لم يكن مطابقا للواقع، أي أن الامطار لم تكن غزيرة كما تنبأت بذلك إدارة الارصاد الجوية منذ وقت مبكر هذا العام، وبالتالي .. (الكلام من عندي) .. لم تتحوط الدولة لهذا الخريف، الى أن وقعت الفأس في الرأس وتطابق الواقع مع تنبؤات الارصاد، ولم يعد بالامكان فعل شئ !!

* لا أدري هل هذا ما رمى إليه السيد الوزير عندما قال أمام المجلس الموقر إن التنبؤات لم تتطابق مع الواقع حتى 22 أغسطس أم أنا غلطان؟!

* ولنفترض بأنني غلطان وان السيد الوزير لم يقصد الحديث عن تحوطات أو احتياطات أو (تحويطات)، فهل هذا هو المنطق الذي تتعامل به الدولة مع تنبؤات الارصاد؟!

* بمعنى .. هل تنتظر الدولة تطابق الواقع مع تنبؤات الارصاد ثم تبدأ في التعامل معها أم ماذا؟!، إذا كان الامر كذلك، وهو واضح جدا من تصريحات السيد وزير الري، فلماذا تزحم الدولة نفسها بإدارة إرصاد وتعين فيها موظفين وترصد لها الاموال لشراء الاجهزة ودفع المرتبات؟! ألم يكن من الأجدى أن تنفق هذه الاموال فيما ينفع ما دامت الدولة تنتظر تطابق الواقع مع التنبوءات لتصدقها وتتصرف بناء عليها بعد ذلك؟!

* ثم كيف تتأكد الدولة من تطابق التنبوءات مع الواقع قبل أن يقع؟! هل تلجأ الى أصحاب الحاسة السادسة أم الى أهل الحضرة لتسألهم عن صحة تنبوءات الارصاد، أم انها تكلف البعض بمراقبة الاجواء ومتابعة تحركات السحب وهطول الامطار؟! أم للدولة موظفون مهمتهم النظر الى السماء كل يوم فإذا (شالت) كان ذلك دليلا على احتمال تطابق التنبوءات مع الواقع فتتحرك الدولة لعمل اللازم، وإذا لم (تشيل) .. كفاها الله شر التنبؤ والمتنبئين الى أن يثبت العكس بهطول الامطار وهدير السيول وانهيار المنازل وغرق المواطنين، فتتأكد من كفاءة إدارة الارصاد وان ما ينفق عليها من مال ليس خسارة فيها، ثم تخرج على الناس ببيان تقول فيه أن التنبوءات لم تتطابق مع الواقع حتى يوم 22 أغسطس الماضى ؟!!

* أيها الدولة .. الارصاد صار علماً متقدما جدا، وليس رجما بالغيب أو تنجيما أو فراسة أو حاسة سادسة أو شعوذة حتى تستهين الدولة به الى هذا الحد وتنتظر تطابق التنبوءات مع الواقع لتستيقن من صحتها ثم تتحرك بعد ذلك لتدبيج عبارات المؤاساة وتبرير المصائب !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،2سبتمبر2009م

Exit mobile version