*هكذا بدأت الأم س.م من كندا رسالتها التي تتناول فيها معضلة تربوية تواجه غالب الأسر التي تعيش في دول الغرب، وسط مجتمعات تختلف عنهم في معتقداتهم وثقافاتهم وعاداتهم، ويتأثر بها أولادهم وبناتهم بحكم الاحتكاك والمعايشة.
*تقول س.م : للأسف يقضي البنات والأولاد غالب ساعات يومهم بعيداً عن البيت، في المدارس والجامعات وفي الوسط الاجتماعي المحيط، لذلك يصعب على الأسرحماتهم/ن من المؤثرات الخارجية، رغم الحرص على ربطهم/ن بالجذور الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
*تمضي س.م قائلة : المعضلة الأصعب التي تواجهني الان، فشلي في إقناع إبنتي التي دخلت في العقد الثالث من عمرها بمساعدتها في إختيار زوجها، فقد ظلت ترفض كل الطلبات التي جاءتها من أقاربها في السودان،أصبح لديها هاجس مرضي من الرجل السوداني، ومصرة على حقها في اختيار زوجها والاعتماد على نفسها في بناء عش الزوجية.
*الحمد لله أننا مازلنا نعيش كأسرة واحدة، ونجتهد في الحفظ على تماسكها، لكن لاأخفي عليك بدأ قلقي يزداد كلما كبر الأبناء والبنات لأنني أخشى عليهن/م الانجراف في المجتمع المحيط، بعيداً عن جذورهم الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
*إنتهت رسالة الأم س.م وهي رسالة معبرة عن معاناة كثير من الأسر السودانية في الدول الغربية، وعن الهموم والمخاوف التي تقلق هذه الأسر تجاه مستقبل أولادهم وبناتهم، وهي رسالة تنبيه مهمة تؤكد لهذه الأسر ولكل الأسر أهمية التنشئة الدينية والأخلاقية القويمة منذ الصغر وعدم تركهن/م وحدهن/م للمؤثرات الخارجية المحيطة.
*نعلم أن هناك صعوبات عملية في التعامل مع الأولاد والبنات خاصة عندما يكبروا، لذلك فان التنشئة التربوية القويمة منذ الصغر هي صمام الأمان التي تكسبهم/ن المناعة الذاتية التي تحميهم/ن من المؤثرات الخارجية التي لامفر من التعامل معها بالحكمة والموعظة والقدوة الحسنة، دون إنغلاق – مستحيل -على الذات.[/JUSTIFY]