قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غريشن إن واشنطن “تدرس كل الخيارات” بشأن كيفية مساندة جنوب السودان إذا حصل على “الاستقلال” في المستقبل، لكنها تركز الآن على محاولة ضمان الانتقال السلمي.
وقال غريشن في مقابلة مع رويترز إن القضايا التي تجرى دراستها تشتمل على مسألة المواطنة وتعيين الحدود وكيفية تقسيم أرباح الثروة النفطية السودانية التي ينتج جزء كبير منها في الجنوب، ولكنها تشحن إلى الخارج عبر الشمال.
وقال إن ما يحاولون الوصول إليه هو “وضع يفوز فيه الجميع”، مشيرا إلى أن ذلك سيكون صعبا إذا لم تكن حكومة الخرطوم مستعدة لمناقشة شروط أفضل للجنوب ودارفور وغيرهما.
ولكن غريشن أبدى تفاؤلا بوجود مثل ذلك الاستعداد، مضيفا أن واشنطن بدأت فعلا تأخذ في الحسبان احتمالات انفصال الجنوب، لأن الحقائق على الأرض تظهر أن احتمال وقوعه كبير.
وعبر غريشن عن أمل الولايات المتحدة في أن تمهد انتخابات الشهر القادم في السودان السبيل إلى “طلاق مدني لا حرب أهلية” بين جنوب السودان الغني بالنفط وشماله.
مشكلات إعداد
وأقر غريشن بوجود مشكلات في إعداد انتخابات أبريل/نيسان، لكنه قال إنها مع ذلك يجب أن تجرى في موعدها حتى تتكون الهياكل الديمقراطية اللازمة لعلاج القضية الخاصة بوضع جنوب السودان الذي سيتحدد في استفتاء في يناير/كانون الثاني القادم.
وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لأي انفصال في نهاية الأمر قد يسفر عنه الاستفتاء، موضحا أنها تعمل لحل القضايا الخلافية أملا في تفادي تكرار الحرب الأهلية التي استمرت عقدين وانتهت قبل خمس سنوات.
وقال غريشن “لا أرى أن الشمال مضطر لإعادة غزو الجنوب وبدء الحرب مرة أخرى، وإذا استطعنا حل هذه القضايا، فإنني أعتقد أن الاحتمالات جيدة”.
وأضاف أن انتخابات الشهر القادم ستكون خطوة نحو إرساء إطار ديمقراطي لقوائم الناخبين والسلطات الانتخابية والمراقبين، حتى ولو كانت معيبة، مؤكدا أن ذلك سيعزز عملية صنع القرار السياسي.
وقال غريشن إن “من المهم أن تجرى الانتخابات في موعدها وأن تجرى بطريقة يراها الناس أنفسهم جديرة بالثقة”.
الجزيرة نت