* فى كل بلاد العالم يفرح الناس بالأمطار ما عدا فى بلدى المحبوب الذى يخشى فيه الناس المطر ويصيبهم القلق الشديد منه وما سيتركه من آثار وعواقب وخيمة، ربنا يحفظكم ويغطيكم يا أهل السودان يا أجمل الناس وأرقهم وأحبهم الى القلب والفؤاد والعقل والضمير.
* بصراحة يا صديقى أصابتنى حالة احباط شديدة مما أقرأه وأسمعه كل يوم من مصائب فى بلدى، وأفكر بجدية فى شغل ما يفيض من وقتى فى شئ آخر غير قراءة الصحف السودانية فى الانترنت، وأفكر فى كتابة القصة، ولقد أخذت هذه الفكرة تختمر فى رأسى بشكل كبير.
* منذ أكثر من شهرين بدأت أستعير من المكتبة القصص والروايات بدلاً عن الكتب السياسية، ووجدت متعة كبيرة فى قراءتها، وبالمناسبة المكتبة تقع على بعد دقيقتين بالأرجل من مكان سكنى، وهنالك أكثر من تسعين فرعاً لها بحجم مكتبة جامعة الخرطوم فى مدينة تورنتو وحدها، وهنالك كتب بمعظم اللغات ومسموح للشخص أن يستلف (خمسين) وأكرر (خمسين) حاجة ما بين كتب ومجلات وشرائط فيديو واسطوانات سى دى ف المرة الواحدة والاحتفاظ بها لمدة ثلاثة اسابيع وتجديد المدة ثلاث مرات بالتلفون، يعنى بإٍمكانك الاحتفاظ بها حوالى ثلاثة اشهرمتتالية، عليك بعد ذلك ان تعيدها للمكتبة ويمكنك ان تحضر فى اليوم التالى مباشرة لاستلاف نفس الاشياء التى اعدتها او استلاف غيرها.
* هذا عدا انك يمكن ان تحضر للمكتبة يومياً من “تسعة” صباحا وحتى “تسعة “مساء و(تفعل ما بدا لك) من القراءة والاستفادة من الكمبيوتر والانترنت والمحاضرات والأنشطة المتنوعة التى تقدم فى صالات ملحقة بالمكتبة، وحاجات كتيرة لا يسع المجال لذكرها، وكل هذا مجاناً لوجه الله تعالى، لا قرش ولا تعريفة، واى زول فى كندا، مواطن ولا زائر، عندو نفس الميزات من ما يتولد لحدى ما يموت، يعنى لو انتو فى البيت عشرة انفار أو مية كل واحد عندو الحق فى استلاف من( حاجة واحدة الى خمسين حاجة) فى المرة الواحدة، وما شرط تكون متنوعة، ممكن تكون كتب بس أو سيديهات بس، أو ، أو …، على كيفك ومزاجك زى ماتحب، وكل يوم فى كتب وحاجات جديدة من مختلف أنحاء العالم.
* تخيل، حتى المصاحف وكتب الدين والقرآن المرتل بالقراءات المختلفة والمجلات المصرية وافلام عادل امام وأغانى كاظم الساهر ونانسى عجرم بالصوت والصورة موجودة، ، وأكرر كل ده مجانى لا قرش لا تعريفة، بل هنالك جوائز للاطفال وتلاميذ المدارس والجامعات الذين يقرأون أكبر عدد من الكتب ويكتبون تلخيصاً لها.
* دى كندا يا صديقى وده يوريك ليه الناس ديل يتقدموا وليه انحنا بنتأخر كل يوم، والله الواحد يتحسر على بلدو ، لكين برضو وزى ما بقول الشاعر:
بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام
تحياتى واشواقى الحارة
سودانى بكندا
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،30أغسطس، 2009