أكتب هذه السطور بعد وصولي الدوحة بـ 15 ساعة دون أن أنام ولو لثانية واحدة، لأن جسمي صار يعمل بالتوقيت الأمريكي.. يعني ساعتي البيولوجية اختلت.. ولا يهمك يا ابوالجعافر.. المهم انك رجعت بالسلامة ونجوت من كيد حسناوات هوليوود اللواتي بذلن جهدا كبيرا للتحرش بي ولكن هيهات.. والله تعرضت للتحرش في واشنطن التي أتيتها قبل رحلة العودة النهائية قادما من فلادلفيا على متن حافلة ضخمة.. كانت محطة النهاية في الحي الصيني في المدينة، ووقفت في الشارع تحت المطر الغزير في انتظار أصدقاء كان مقررا أن يأتوا لاصطحابي للإقامة معهم.. تقدمت نحوي شابة بيضاء وسألتني إن كنت احمل سجائر.. قلت لها من باب المداعبة البريئة: وحتى لو كنت أحمل سجائر كيف سيتسنى لك او لغيرك إشعالها وتدخينها ونحن نتعرض لسيل عرم يتدفق من السماء.. هنا غيرت الموضوع وقالت إن بوي فريندها (صديقها) الافريقي غادر الولايات المتحدة نهائيا.. قلت لها أيضا مداعبا ان عدد السود في واشنطن أكثر من عددهم في الخرطوم وبإمكانها ان تجد بدل الحبيب الغائب عشرين.. غيرت الموضوع مجددا وقالت إنها تزور واشنطن قادمة من نيويورك للمرة الأولى ولا تعرف منين يودي على فين (هناك احتمالان: إما أنها رأت علامات البلاهة في وجهي، لأن الإنسان عندما يكون جديدا على منطقة ما تبدو على سيماه علامات القلق والتوتر، وإما أن بي سحرا لا يقاوم).. ثم وبكل ثقة قالت لي: لماذا نقف تحت المطر.. هيا بنا الى مقهى او.. فندق لنجلس ونتعارف حتى يتوقف المطر.. قلت في سري: يا بنت الذين.. نتعارف في فندق؟.. أنا أخاف من الأرنب.. يقوم يطلع لي أسد (لبوة في هذه الحالة).. كان واضحا أنها افترضت انني عبيط وأن بإمكانها تناول وجبة او مشروب أو الحصول على مسكن مؤقت على نفقتي فقلت لها بكل لطف إنني لست مقطوعا من شجرة وأن زوجتي في طريقها الي حيث أقف لتنقلني الى “البيت”.. وهكذا اختفت الملعونة في لمح البصر وعاد إليكم أبوالجعافر وشرفه غير مخدوش.. بركاتك يا أم الجعافر.
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com