عادي.. زي الزبادي!!

[JUSTIFY]‎* عادي جداً.. أن يتخوف الإنسان في هذا الزمان حتى من أكل الزبادي.. بعد أن تواترت المعلومات والتحقيقات الصحفية أن نسبة كبيرة من الألبان صارت مغشوشة.. يضاف اليها ماء.. حبوب البنسلين.. (يا تمرجي).. أحدهم قال تضاف بودرة طباشير أبيض.. وفي تحقيق ثاني قيل إن بعض الإضافات تتمثل في مسحوق (العظام)..!!
* ولا ندري هل هي عظام موتى.. حتى نتقوى منها بالكالسيوم لعظامنا التي أوهنها المسير في طرقات الحياة.. (والإنقاذ).. أم عظام حيوانات نافقة.. بعد أن تم استخدام لحومها (المعفنة).. كما تقول الروايات المتداولة في مجتمعات الخرطوم.. خاصة أطرافها.. حيث يحلو شعار (قدر ظروفك) في كل شئ.. يحتاجه إنسان القرن الحادي والعشرين في السودان.. وهو من الاكتشافات والمخترعات المبتكرة.. (قدر ظروفك).. بعيداً عن الحكومة.. وأهل شارع المطار..!!
* والمصيبة الأكبر.. لو كانت هذه العظام عظام (حمير) يتم سحقها.. وإضافتها للألبان.. كما يتداول الناس.. وكأنه لا يكفي أن نستمتع بلحومها دون أن ندري حتى نشربها مع اللبن.. (كماآآآن).. وعشان كده.. ولذلك تجد أكثرنا لا يهتم بما يدور حوله من أحداث.. لأن (الجينات) أصبحت صبغة (حميرية) تعلم صاحبها الصبر..!!
* يعني شنو مثلاً.. كوبري المنشية.. (جديد).. وأوشك على الانهيار.. ويعني شنو.. (14) مليار جنيه بالقديم.. تكلفة الصيانة المستعجلة.. والزحام الشديد هناك.. وتعطيل مصالح العباد.. عادي جداً.. وزي الزبادي..!!
* ويعني شنو.. (800) مليون تقرير أولى لنفقة الانتخابات؟.. رغم أنها مضمونة (100%).. وتم تقسيم حتى الدوائر للهلاميات المشاركة.. في الوقت الذي سرقت فيه فتاة (دجاجة) من السوبر ماركت لإطعام أهلها.. وخطف صبي صغير حقن الإنسولين من الصيدلية وأطلق ساقيه للريح.. قاصداً المستشفى ليضع العلاج بين يدي والده المريض.. في دولة المشروخ الحضاري.. وعادي جداً.. زي الزبادي مثل هذه المتناقضات المبكية.. لمن ألقى السمع وهو شهيد.. أو لم يقد قلبه من الصخر.. (الأصم)..؟!!
* وبعد ذلك يتكلم (البعض).. عن تداول السلطة.. والديمقراطية.. والبطيخ..!!
* يعني شنو.. عادي جداً.. أن يحتال مسؤول كبير على شخص (ما) بمبلغ يسيل له اللعاب.. حكاية (5) مليار دولار.. ويتم تقسيمها قبل أن تأتي.. واتضح أن الحكاية فشنك.. ولكن هل (المحتال) هذا يعمل دون شركاء.. لا أظن.. وعادي جداً زي الزبادي.. أبو مسحوقاً عظام..؟!!
* عادي جداً أن ترى طرقات المدينة.. العمارات والأبراج السوامق.. (الخاصة).. تناطح عنان السماء.. أما الأبراج الحكومية فلا تكتمل حتى ولو بشق الأنفس.. مثل ذلك المبنى الهيكلي الأسمنتي الضخم في شرق المدينة.. لماذا؟.. أظنه سؤال عبيط!!
* عادي جداً.. أن تتحالف المعارضة.. أو قل عدة معارضات.. وسرعان ما يدب الخلاف بينهم لأسباب واهية.. الكل يريد السيادة والسيطرة.. ينتهزها الحزب الحاكم فرصة.. ويدخل بين الجميع.. وهو له سلطة وثروة.. وينثر القليل من ذلك بين يدي الجميع.. وسرعان ما ينفض المولد.. ويبتسم أهل شارع المطار.. وتمر السنوات والسنوات وينقضي ربع قرن.. وعادي جداً نبدأ في ربع القرن (التاني)..!!
* والجميع يتفرج.. (ويتمحن).. وينتظر نتائج الحوار..!!
* عادي جداً أن يحاول أحد قادة الأحزب أن (يأكل) بعقل المواطن حلاوة.. أبوبكر عبدالرازق يقول إن الترابي نادم على تجربة الإنقاذ ولن يكررها مرة ثانية..!!.. يا مولانا (التكرار) بدأ.. وهو يعلم (الشطار) من أمثالنا.. ما دام انتخاباتكم مضمونة.. ومبروك عليكم.. والترابي نفسه يقول إنه يحاول أن يطمئن على (الموقف).. قبل الوداع الأخير.. والأعمار بيد الله.. نتمنى من كل قلوبنا ألا نكون من ضمن الورثة.. لأي أحد..؟!!
* ترى متى نخرج من هذه (الدوامة) المملة.. لنضع البلاد في مسارها الصحيح..
* متى.. ياااا رب..؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله[/JUSTIFY]

Exit mobile version