الفياجرا: عقار عَلني .. في موَّضع السَّر

تحول عقار (الفياجرا) في مفهومه الطبي من مداوٍ لضيق الشرايين التاجية الى عقار منشط ودافع للقدرة الجنسية، أدى الى اقبال عريض عليه عالمياً وأصبح علاجاً أساسياً لذاك الضعف، فمقدرته على توسيع الاوعية الدموية دفع طالبي «النشاط» للاستعانة به رغم المحاذير الطبية لمرضى «القلب» و«الضغط» من استعماله فربما تؤدي بك «حبة» الى الحياة الباقية.
العقار الذي يجب صرفه عبر وصفة طبية معتمدة تفادياً لوخائم عاقبته اخذ طريقه الى الأسواق الشعبية فصار جزءاً من سلعه التي تباع وتشتري. د. نصر الدين شلقامي من جمعية حماية المستهلك أبدى قلقه من تداول «الفياجرا» وبعض الادوية التي تدخل الى البلاد عبر التهريب ، كمخالفة قانونية واقتصادية لها ما لها من الضرر المخيف، وذكر شلقامي لـ (الرأي العام) انه خلال وجوده في مدينة الجنينة بغرب السودان الشهر الماضي ، لحظ في أسواقها العديد من العقاقير الطبية «مفروشة» في السوق تخالف قانون الصيدلة والسموم والمواصفات والمقاييس، دخلت الى البلاد عبر التهريب من «تشاد» و«أفريقيا الوسطى» بجانب منشطات جنسية أخرى مجهولة المصدر وتاريخ الصلاحية، واضاف: إن الادوية تلك تجد طريقها الى الخرطوم والمدن الكبرى ولا بد من معالجة الأمر بعد الاتفاقات السياسية بين تشاد والسودان لوضع حد لظاهرة تهريب الأدوية وتضمينها للاتفاقيات المبرمة حفاظاً على صحة المستهلك، وحذر من استخدام المنشطات الجنسية دون استشارة «طبيب» مختص لما لها من اضرار بـ(القلب) تؤدي الى الوفاة المحتمة.

3222010103630AM3 واعتبر شلقامي ان ظاهرة الدواء العشوائي يجب ان يجد مروجيه عقوبات تشابه جرم الضرر بصحة المواطن من أجل مكاسب مادية، وقال ان قانون الصيدلة والسموم شامل ولكنه يحتاج الى التطبيق والتنفيذ بشدة.
وتقوم ادارة مكافحة التهريب بجهود مضنية للحد من ظاهرة تسرب العقاقير غير المطابقة للمواصفات والتي تدخل البلاد عبر التهريب. مصدر مطلع قال لـ (الرأي العام) ان المكافحة ضبطت كميات كبيرة من العقاقير المهربة عبر الحدود الشمالية في الفترة الماضية خاصة (الفياجرا) وانواع أخرى من الحبوب المنشطة، وذكر ان تشديد الرقابة في المطار الجوي والبحري ووضع ضوابط محكمة. خفف كثيراً من وطأة تهريب (الفياجرا) الى داخل البلاد.. وزاد ان حملات التفتيش تطال الاسواق الطرفية والشعبية والتي يعتبر فيها سوق «الفياجرا» رائجاً لانعدام الفهم «الطبي» لدى المواطنين في تلك المناطق وجهلهم بالخطر الذي يحدق بصحتهم جراء تعاطي حبة (الفياجرا) الزرقاء التي تحتاج لتدعيم غذائي وصحي معين. وقال ان بعض حالات الوفاة بالسكتة القلبية كانت نتيجة استعمال «الفياجرا» دون استشارة الطبيب ودون الوقوف على الحالة الصحية للمستعمل.
ابادة «الفياجرا» المحرزة يتم في منطقة غرب أم درمان بوجود مسئول من وزارة الصحة ووكيل نيابة وممثل للمواصفات والمقاييس.
ويعتبر (سيف يوسف) خبير الاعشاب الطبية ان هنالك في الموروث الشعبي للاعشاب نباتات تقوم بدور «الفياجرا» تماماً ولا تضر بالصحة فثمرة «القورو» التي يستخدمها كثير من مواطني النيل الأزرق وغرب السودان لها دور فعال في النشاط الجنسي ولا يزيد سعرها عن الـ (5) جنيهات وقد وصل منتوجها الى أسواق العاصمة وشرقاً حتى بورتسودان وهي طبياً تزيد من كمية ضخ الدم الدافع الأول للعملية.
(الفياجرا) المصرح بها حسب قانون الصيدلة والمتوافرة في الصيدليات أصبحت رائجة، والطلب عليها أصبح متزايداً وكان الاقبال عليها ضعيفاً قبل (5) سنوات كما قالت د. ليمياء صلاح الفضلي الصيدلانية بأحد مشافي أم درمان وذكرت أن الأنواع الموجودة تتراوح جرعتها بين (25) و(50) ملغراماً وتؤخذ عن طريق الفم وتمتص من خلال الامعاء وتصل قمة تركيزها في الدم خلال ساعة واحدة، ومن أقواها الـ (سيلقرا) و(ادينفيل) و(سيلاس) و(فيقوركس) والاقبال عليها من الفئة العمرية (20) الى (75) عاماً.. أما اسعارها فتتراوح بين الـ (4) الى (50) جنيهاً حسب كمية الجرعة والنوع وبلد المنشأ.وحسب قولها ان الصيدلي في الغالب يسأل الطالب ما إذا كان يعاني من مشكلات في «القلب» او «ضغط الدم» وان لم يكن كذلك فلا سبب يمنع من بيع «الفياجرا» كعقار عادي مصرح به.
في الأسواق الشعبية بما ان البائع والمشتري من معشر الذكور فيمكن طلب «الفياجرا» جهاراً نهاراً نظير (4) جنيهات فقط، ولكنها غالباً تكون «مضروبة» أو مدتها منتهية، او الماركة او الشركة المنتجة غير مسجلة في سجلات «الصيدلة والسموم» رغم ذلك سوقها رائج والخطر محَّدق.. أما الصيدليات التي تتعامل مع «الفياجرا» كعقار عادي مثله مثل «الفلاجيل» فإن القادم لطلبها غالباً يكون على «استحياء» خصوصاً ان كان «الصيدلاني» ذاك اليوم.. امرأة!

صحيفة الراي العام

Exit mobile version