ومع ذلك وجدوا عذرا للقاتل –للقتل- وجعلوه بسبب مشاكسات في موقف سيارات.!!
ولنا قريب قتل في أمريكا برصاص مجموعة استهدفته وهو يقود تاكسيا وكان سبب القتل هو (تجريب مسدس).
ولنا قريب آخر تم ذبحه ونجا بأعجوبة من الموت وهو لا يزال يحمل في عنقه أثر الذبح وصوته (مقروش) تهجم عليه الأمريكي بلا سبب.
وهناك مئات الأمثلة التي تخبر عن هوان الإنسان في أمريكا..
في رواية (شيكاغو) لعلاء الأسواني قال إن الذي يضطر للخروج في ليل شيكاغو قد لا يعود لبيته.. وعليه أن لا يحمل نقودا كثيرة وأن لا يذهب بدون نقود، فالنقود الكثيرة ستؤخذ من جثته وعدم حمل النقود يعني قتله لخيبة أمل قطاع الطريق..
وهذه هي أمريكا بلا مساحيق العرب التي يضعونها لها، فالأمريكان لا يضعون لبلدهم قداسة كالتي يضعها لهم من أضاعوا بيت المقدس.
المخدرات والاغتصاب والقتل لأتفه سبب والاستعلاء العرقي وكل أمراض الإنسانية مستوطنة في الكم وخمسين ولاية التي يعدها البعض برؤية باطلة لا يأتيها الباطل بين يديها ولا من خلفها..
لقد سقط ذات رأس سنة دبلوماسي أمريكي بسلاح متشددين سودانيين تم القبض عليهم وحكم عليهم بالإعدام ولا زالوا في السجن والقضاء السوداني والأجهزة الشرطية والأمنية لم تقل إن الدبلوماسي مات في (شكلة).. وكان يمكن أن تفبرك ذلك، لكنها لا تملك التلين الذي تملكه أمريكا.
فسامي الحاج والمئات من رفاقه مكثوا في غوانتنامو تحت العذاب والاضهاد بدون محاكمة لسنوات عدة.. وأخرج بعضهم لأن السحل والسلخ والكلاب والزنزانة المنفردة والتهديد بالاغتصاب لم يجعلهم يقولون غير ما يعرفون..
تملك أمريكا قوة السلاح نعم، لكنها لا تملك الأخلاق وهي الأفقر في هذا المجال.
والشاب والشابتان الذين تم إطلاق الرصاص عليهم في رؤوسهم مباشرة.. ما كانوا ليلقوا ذات المصير إلا لأنهم مسلمون أو عرب أو غير بيض، فالسود وإن صار رئيس أمريكا منهم فإنهم لازالوا عبيدا هناك.. وما هبتهم الأخيرة لأجل مقتل زنجي على يد شرطي أبيض إلا تعضيدا لهذا..
ولقد عاد الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم من منفاه الاختياري لأنه قد سمع الشهيد وداعة الله ينشد:
(منعول خاش أبو القمح الوراه مذلة)
ذاك بأن أمريكا لا تعطي قمحها لأجل الإنسان ولا تنزعه لأجل ذلك
ونتمنى أن يكون مسؤولينا الذين زاروا أمريكا مؤخرا قد استصحبوا معهم هذه القاعدة.!!
ناوروا وداوروا فإن الجهر بالمعاندة يعني استمرار الحصار.. والخنوع المطلق يعني ذلك أيضا.
العبوا بلوتيكا..
[/JUSTIFY]