ففي نيجيريا يظل التحدي الأمني هو الأبرز بسبب نشاط جماعة بوكو حرام، مما أدى إلى تأجيل الانتخابات لستة أسابيع، فبدلاً من أمس الرابع عشر من فبراير تم تأجيلها إلى 28 مارس في ظل مخاوف من إمكانية تأجيلها مرة أخرى طالما التهديد الأمني الذي تشكله بوكو حرام قائماً. ولكن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان حاول يوم الجمعة، طمأنة المجتمع الدولي، مؤكدا أمام دبلوماسيين في أبوجا، أنه لن يتم مجددا إرجاء الانتخابات. وقال جوناثان للدبلوماسيين الأجانب إن “الانتخابات ستجرى بالتأكيد كما هو مقرر، نعدكم بذلك، أبلغوا دولكم أن الانتخابات ستجرى كما هو مقرر”.
أما في السودان الذي أكملت المفوضية القومية للانتخابات كافة الاستعدادات الفنية لقيام الانتخابات في موعدها يدور جدل سياسي حول إمكانية التأجيل ليس لأسباب أمنية كما هو الحال في جنوب السودان أو نيجيريا، وإنما لأسباب سياسية لدى بعض الأحزاب السياسية، ولكن وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة قطع مجددا بأن تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة بالبلاد، أمر غير وارد من الناحية القانونية، واعتبر أن مقاطعة بعض القوى والأحزاب للانتخابات “خطوة غير شرعية” وتحرم المواطن من ممارسة حقه الدستوري.
إذن على وقع الإلغاء والتأجيل والتأكيد تترقب القارة الأفريقية مواعيد انتخابية في العام الحالي الذي ابتدرته زامبيا بانتخابات رئاسية حصل خلالها لونغو مرشح الجبهة القومية على منصب الرئاسة خلفا للرئيس مايكل ساتا الذي توفي في أكتوبر الماضي، كما شهدت نامبيا في نوفمبر الماضي انتخابات كان خلالها أول تصويت إلكتروني في أفريقيا.
أجندة العام 2015 تشمل انتخابات تشريعية في مصر والكمرون وبوركينا فاسو وأخرى عامة في تنزانيا وليسيتو وأفريقيا الوسطى، وهي مناطق بعضها يشهد إضرابات أمنية مثل أفريقيا الوسطى وبالتالي إجراء انتخابات حرة ونزيهة يعد تحدياً كبيراً للقارة الأفريقية، ومستقبل العملية الديمقراطية في هذه القارة على الأقل في جزئها المتعلق بإجراء الانتخابات في موعدها دون تأجيل ووفقا للمعايير الدولية من النزاهة والشفافية والمشاركة الواسعة.
[/JUSTIFY]