النسيبة: نحن ما كعبات لكن الحال المايل ما بعجبنا

النسيبة أم الزوج أو أم الزوجة دائماً ما تكون سبباً مباشراً في زرع المشاكل بين الزوجين سواء كانا يسكنان في منزل الزوج أو أمه أو مع الزوجة في منزل أهلها.
فهما دائماً على خلاف وكل منهما ترمي اللوم على الأخرى لتقف هي موقف المظلوم امام الناس.
ولا توجد اسباب معينة ولكن الدوافع معروفة وقد تسبب (النسيبة) في خراب بيت ابنها خصوصاً اذا لم تكن راضية عن هذه الزيجة ونجد ان معظم اغاني ا لبنات تعكس جانباً من هذا الخلاف وسوء النية بينهما (النسيبة والنسيب .. العقرب والدبيب ) ( أمو مجنونة.. بطير جنونا بالشطة المسنونة).
ولنوضح مدى توتر هذه العلاقات دخلت (الأسطورة) البيوت السودانية لتعكس بعض الجوانب من هذه الخلافات وأسبابها وخرجنا بالآتي:
هذا حال نسيبتي
تعترف لبنى ان علاقتها مع (نسيبتها) مستقرة وإنها تحاول دائماً خلق جو مرح بينهما فنسيبتها إمرأة طيبة ولكن عيبها الوحيد أنها (حوامة)، دائماً ما تكون خارج البيت، وثرثارة (كلاما كتير) ودائماً ما تفرض رأيها في كثير من المواقف، وأنها تحاول إقناعها برأيها إذا كان صحيحاً، ولا تشتكي لزوجها لو تصرفت معها تصرفاً غير لائق لأنها تعتبرها في مكانة والدتها وتتجنب المشاكل.
وتضيف جارتها منى قائلة:( الحمد لله نسيبتي ميته وما شفتها وسمعت عنها قالوا كانت مرة طيبة، ولو كانت عايشه ما كنت عارفه حأعمل معاها شنو).

93 نسيبتي لا تطيقني
أفراح
(نسيبتي) لا تطيقني ولا توجد بيننا علاقة وحاولت دائماً ان اتقرب منها فهي بالنسبة لي مثل والدتي وأعاملها باحترام ولكني ألقى مقابل هذه المعاملة إساءات وشتائم.
وتحرض دائماً زوجي وتفتعل المشاكل حتى أتعارك معه.
ولكني أصبر نفسي لعلها في يوم تتغير.
اعترف انني احياناً أتعصب وأهاجمها دفاعاً عن نفسي ولكن زوجي يقف حاجزاً بيني وبينها ولا يعرف مع من يقف الشيء الذي يجعله يترك المنزل ويغادر.
وحاولت إقناع زوجي بترك المنزل ونبحث عن مكان آخر تفادياً للمشاكل ودائماً ما أقنعه بأن ( البعد محنة) ولكنه يرفض أن يترك أمه خصوصاً أنه (بكرها) فهذا الأمر يصعب عليه فيقوم بتصبيري وتشجيعي على التحمل لانها في يوم من الايام ستعرف قيمتي. لذلك ما زالت صابرة من أجل زوجي وخاطره عندي.
تعود أكثر إلفه
هنادي:-
الزوجة هي التي تحدد معاملتها مع اهل زوجها فإذا بدأت بالاحترام وجعلتهم في مقام اهلها وبالذات (نسيبتها) أحتضنتها فستجد منها نفس المعاملة الطيبة وستبادلها نفس الاحترام وتعاملها مثل ابنتها ولن تكون هناك مضايقات أو شجارات.
فأنا أتعامل بهذا الأسلوب مع أهل زوجي خصوصاً انني اسكن معهم خارج الخرطوم وأهلي بعيدين لا أراهم إلا في الاجازات لذلك جعلتهم أسرتي.
ولا أكذب فأحيانا كثيرة تنشب بيننا خلافات تصل إلى المقاطعة لايام طويلة ولكنها مهما طالت هذه الايام فإننا نعود كما كنا بل أكثر إلفة وحب.
الابن هو الضحية:
* يعترف عوض أن مثل هذه الخلافات التي تنشأ بين الزوجة ونسيبتها موجودة ومنتشرة على نطاق العالم ولكنها تختلف من بيت لآخر ولا توجد أسباب معينة نستطيع أن نقول من أجلها تنشأ هذه الخلافات. ولكنه يرى أن الغيرة هي من الدوافع الأساسية فكل واحدة من الطرفين تحاول إثبات نفسها على حساب الأخرى.
( فالنسيبة) تفرض سيطرتها على زوجة ابنها وتريد أن تجعلها تحت (طوعها) لأنها منت عليها بابنها فهي تحسب أنها خطفت ابنها وكل (خيرو) ذاهب إليها مما يجعلها تتوتر أكثر وتفتعل المشاكل. هذا علي حسب قوله.
أما الزوجة فتحب أن يكون لها رأي مستقل وأن يستمع لها زوجها ويحترم رأيها دون تدخل من والدته.
أما الابن (الزوج) فهو الضحية الوحيدة لأنه بين أمرين (نارين) إرضاء أمه أم زوجته وفي الحالتين سوف يخسر لذلك يكون في موقف لا يحسد عليه (متلي انا) فحكى عن تجربته بين زوجته وأمه فقد حدث بينهما نقاشات كثيرة ولكن لم يتدخل ابداً فيقف في موقف المتفرج فقط ولابد من التعامل مع مثل هذه المواقف بذكاء حتى لا يفقد إحداهن ليعيش حياة مستقرة (ولا أظن ذلك).
صلة القرابة لا تغفر:
أم أحمد:
تزوجت ابن خالتي فأعتقدت أن صلة القرابة سوف تمحو أشياء كثيرة لأنها خالتي وفي مقام والدتي فاحترامها واجبي فلا أستطيع ان اغضبها مهما حدث، وهي تعاملني معاملة بناتها لأنها خالتي ولكن ذلك لا يغفر لي فعندما اختلف مع زوجي فإنها تقف في صفه وتدافع عنه حتى لو كان هو الغلطان ولا تقبل فيه أي شئ. ويمكن أن تخسرني دون مراعاة للقرابة التي بيننا مما يجعلني أغضب لدرجة تجعلني أتعصب عليها وعلى ابنها .
اما ( حمواتي) فمعاملتهم معي جافة وقاسية فصلة القرابة لم ترحمني من لدغهن وفي أوقات كثيره انسى أنهن بنات خالتي فدائماً ما نكون على خلاف ولا نتفق أبداً.
ولكن لتستمر الحياة يجب أن يتحمل ويصبر ولا نخرج سوى الكلمة الطيبة. وعلى الزوجة أن تعامل أهل زوجها معاملة طيبة مهما سأت معاملتهم وليكن قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم فالزوج يستحق منا التضحية والحب والاحترام.
أما محمد صديق فيرى أن مثل هذه الخلافات أصبحت عادية ومتوقعة، بل معاشة ويراها في معظم البيوت.
لذلك عندما أراد ان يزوج أوضح لزوجته انه إذا حصل بينها ووالدته أي خلاف فإنه سوف يقف في صف والدته لانه لن يغضبها حتى لو كان ذلك من اجلها فتفهمت موقفه، لذلك حافظت على علاقتها مع والدته.
بالرغم من الاخيرة طلباتها كثيرة لكن زوجته تعاملها بطولة بال وصبر ودائماً ما تلبي طلباتها لارضائه.
اما سامية: والشئ العجيب انها تبكي نسيبتها قائلة:( ربنا يرحمها كانت ذي أمي واحد، عمرها ما زعلتني وما حسستني إنها (نسيبة) بالعكس بتعاملني زي بتها ولو راجلي شاكلني بدافع عني وبتقيف معاي).
الحاجة رابحة:
دردشنا مع الحاجة رابحة حول ما تتهم به (النسيبة) من معاملة سئية للزوجة فقالت:-( نحن ما كعبين لكن الحال المائل ما بعجبنا وما بنحب خراب البيوت كيف الأم بتخرب بيت ولدا، دا ما كلام ناس عاقلين لكن الواحدة تلقاها مهندله في التلفزيون ولما تتكلم معاها تصر ليك وشها وتطنطن بكلام ما مفهوم وما عارفه ولدا وين وما محضرا غداء راجلا. شوفي يا بتي الحال دا ما بزعل.
الواحدة لو شافت بيتا ما في كلام بيحصل وسامعين كلام الأغاني البقولوها في الاعراس دي أم مجنونة وام العويرة وفي النهاية دا كلام غناء ما بهمنا والبت الماسكه بيتا وراجلا دي نختها في راسنا ونحترما جنس إحترام ).
* اما أستاذ هيثم فيرى أن المجتمع السوداني يربي أفراده على نظرية الصراع بمعنى التسابق لنيل الحاجة وتأتي الزوجة إلى بيت زوجها وتضع نسيبتها في خانة الضد والعدو كفكرة مسبقة أي ان الاستعداد للصراع والمشاكل موجود بمعنى ان فكرة ( من الحبة قبة) موجوده مسبقاً وهذا شائع في السودان فقط عكس الدول الاخرى. وكشف أن ثقافة البنات حول الزواج ثقافة سيطرة على الزوج ومحاولة أخذه بالكامل من أهله والتباهي بذلك، بمعنى أن الزوجة عندما تسيطر بالكامل على الزوج وتكيد بذلك والدته لتظل النار بينهما مشتعلة.

نهى عبد الله الحاج
صحيفة الأسطورة

Exit mobile version