*في كثير من الأحيان تثار قضايا حيوية مهمة عبر هذه الوسائط، يتم التداول حولها وتتفاعل الآراء وتتلاقح ويصل المشاركون فيها إلى الرأي السديد أو المشروع العملي المفيد أو الحل الناجع لمعضلة ما.
*أقول هذا بمناسبة رسالة اطلعت عليها في قروب “دنيا الريف” من أسماء طه أعادت إلى الأذهان التنبيه إلى كثرة الطعام الذي يبقى بعد كفاية ضيوف المناسبة في صلات الأفراح، قدمت فيها إقتراحاً بالزام أصحاب الصالات بوضع ثلاجة يحفظ فيها باقي الطعام ليكون في متناول الفقراء بدلاً من إلقائه في القمامة.
* طالبت أسماء طه من المشاركين في القروب نشره في القروبات الأخرى للتبشير بالفكرة ودعمها، سرعان ما بدأ بعض المتفلسفين – وما أكثرهم – في طرح السؤال عن من يتكفل بقيمة الثلاجة، وأسرع البعض في تبني الفكرة والدعوة للتبرع.
*مثل هذه الأفكار الخيرة موجودة في الواقع الاجتماعي وتنفذ بأشكال مختلفة، خاصة عند الشدائد وحدوث الأزمات والكوارث، لكنها سرعان ما تتراجع ويقل الحماس العام وسط الذين تبنوها ويطغى الانشغال بالهموم الخاصة.
*لست من أنصار وضع الثلاجات في مكان خارج الصالات لحفظ بقايا “الكفاية” فيها لأنها غير عملية، وأيضاً وهذا هو المهم لأنها بعيدة عن متناول الفقراء الأكثر حاجة لهذا الطعام، لذلك أفضل ترك أمر التنفيذ لكل “ناس مناسبة” كي يعملوا على توزيع بقايا المناسبة على الأكثر حاجة من الأقربين والجيران في الحي، الخيار الثاني أن يترك باقي “الكفاية” لأصحاب الصالات كي يوزعوها على الأقربين من الفقراء العاملين في الصالات، وحمل ما تبقى بعد حفظه في ثلاجاتهم إلى الفقراء في الحي أو المدارس القريبة من موقعهم.
*الباب مفتوح لمزيد من الاجتهادات – بعيداً عن اللجان وحملات التبرعات – لتنزيل هذه الفكرة الخيرة على أرض الواقع تحت مظلة إطعام الفقير من فضول الخيرات.[/JUSTIFY]