خيار التسليح الذي تلوح به واشنطون رهين بنجاح خطة العمل الألمانية – الفرنسية، التي في حال انعقاد القمة اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة مركل لتوقيع اتفاق سلام جديد استناداً إلى (الخطة) الألمانية – الفرنسية، التي استقت ميركل زيارتها الي واشنطون بتحذير الي الرئيس بوتن من فرض عقوبات إضافية إذا أفشلت موسكو (الخطة) الألمانية الفرنسية.
بل إن ميركل ذهبت في التهديد والتحذير لبوتن بأنها على استعداد لدعم خطة واشنطون في تزويد أوكرانيا أسلحة فتاكة إذا رفضت موسكو خطة السلام، لكن مركل كررت في واشنطن معارضتها تسليح أوكرانيا، ويبدو هذا التناقض في المواقف محاولة للضغط على بوتن من جهة وعدم منح واشنطون زمام المباردة لإفشال الخطة الألمانية الفرنسية وأفلحت مباحثات مركل في واشنطون في إعطاء الدبلوماسية فرصة أخيرة قبل اللجوء إلى خيارات أخرى، ولاسيما أن سلاح عقوبات ضد روسيا على غرار العقوبات ضد إيران في برنامجها النووي قد يكون ناجعا، ولكن عواقبه وخيمة على اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي حيث تقدر الخسائر بـ 21 بليون يورو في مجال الصادرات؟
وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين سيبقون ملتزمين بإيجاد حل دبلوماسي للتوترات مع روسيا بشأن أوكرانيا، ولكنه تعهد في الوقت نفسه بإبقاء العقوبات الاقتصادية علي روسيا، والعمل مع المجتمع الدولي لتكثيف الضغوط الدبلوماسية.
في مواجهة حملة التلويح بالعقوبات رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الثلاثاء، أن أحدا لا يمكن أن يخاطب رئيس روسيا بلغة الإنذارات.
ومع مواصلة الجهود الدبلوماسية والتلويح بالمزيد من العقوبات تسعى موسكو إلى فرض الأمر الواقع بالقوة، حيث أشارت وكالة الإعلام الروسية أمس إن أكثر من 600 جندي روسي بدأوا يوم الثلاثاء مناورات في شبه جزيرة القرم، بينما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن نحو 2000 من قوات الاستطلاع الروسية بدأت تدريبات عسكرية في جنوب البلاد من بينها مناطق قريبة من أوكرانيا، وجاءت المناورات قبل يوم من قمة ستعقد اليوم الأربعاء في مينسك عاصمة روسيا البيضاء بشأن الأزمة الأوكرانية.
[/JUSTIFY]