عاصم إسماعيل : تقليعات مرفوضة

[JUSTIFY]حينما رأيت صورة “النظامي” وهو يضع يده على رأس ذلك الشاب “تقليعة جديدة” ويقوم بتشذيبه أمام الجميع فى ساحة عامة. تفاعلت مع ذلك الحدث الذي ظل يؤرق مواطني ولاية الخرطوم كثيرا بعد ان انتشرت هذه الظاهرة بكثافة في الآونة الأخيرة دون رقيب أو حسيب، حتى أصبحت تزداد يومًا بعد يوم.

هذا الأمر لقي استحساناً من الجميع ولا أظن أن هنالك شخصاً عاقلاً يرفض هذا المنحى من قبل شرطة حماية المجتمع لاعتبار الحفاظ على النسيج الاجتماعي من الثقافات الواردة وأن يتم بتر كل ما هو غير صالح يسيئ لهذه الامة المتماسكة برغم الاستلاب والغزو المدبر والموجه نحو المجتمعات المحافظة.

هذا الامر ذكرنى بآخر رديف له وهو بالأمس القريب وأنا في المواصلات العامة لفت نظري شخص يجلس في المقعد المقابل تبينت ملامحه جيدًا ولم استطع أن أشخص حالته هل هو رجل أم امرأة فكل حركاته تنم على أنه امرأة ولكن هيئته العامة وهو يلبس البنطلون والشعر رجل ولكن بالمقابل يلبس في عنقه سلسلاً متدلياً وسبحة ويضع الشال على كتفه ويتحرك يمنة ويسرة دون أن يلفت ذلك انتباه الركاب، فقلت سبحان الله من أين أتى هؤلاء. فهذا أيضًا من أنواع الاستلاب الذي ظل يتغلغل في المجتمع دون ان نلتفت له فمن الضروري أيضًا محاربة هذه التقليعات الجديدة التي ربما لو تركناها هكذا ستؤثر بصورة مباشرة على الجيل القادم.

وعلى شاكلة هؤلاء ظهرت ايضا “قعدات” القهوة للشباب في الأحياء فتجد بعض الشباب بدأوا في الآونة الأخيرة يتشكلون في الأحياء بصورة كبيرة ويتحولون من حي إلى آخر بغية تناول القهوة مع فلان وعلان مصحوبة بالشيشة والسجاير “وما خفي أعظم” وبعضهم أيضاَ يجعلها جلسات للأنس بمصاحبة الدلوكة والغناء المبتذل، كل هذا واقع ينهش فى عظم المجتمع ولا حياة لمن تنادي، فالأجدى أيضاً أن تصل يد المسؤولين إليهم لمحاربتهم حتى لا تصبح عادة وتقليداً ينشأ عليه جيل المستقبل.

لا يخفى علينا الدور الكبير الذي تقوم به شرطه حماية المجتمع وهو دور مطلوب حتى وإن دعا الأمر الى دخول بعض المنازل درءًا للفاحشة والرذيلة التى تمارس في الخفاء.. وقد يتفق معي كثيرون في هذا، ولا أظن أن الذين يقولون بعدم التجسس يرضون ذلك لأبنائهم أو بناتهم وهم مقبلون على الحياة فلابد من رادع وإعمال القوة مهما كانت المخاطر حتى يقوم المجتمع على تعافٍ وأخلاق حميدة. كما أن على الاسر دور كبير في التنشئة الاجتماعية فلا بد من اختيار الصحبة والأسرة المتماسكة أخلاقياً وألا ندع الأمر للأهواء والملذات حتى لا ينفرط العقد ونتحسر بعدها يوم لا ينفع الندم.

في اعتقادي أن كل هذه الظواهر والسلبيات والانحطاط الاخلاقي الذي بدأ ينتشر نتاج تهاون كبير من الأسر فمهما كان وضع الأسرة فإن الأخلاق هذه لا تشترى بثمن فالمحافظة على الاخلاق يجلب النعمة ويريح البال أكثر من الجوانب المادية التي ربما تكون هي الأخرى جالبة لهذا الانحلال الذي نراه يزداد يومًا بعد يوم.[/JUSTIFY]

Exit mobile version