** وحين يحدثونك عن الأسرة السودانية ، فاسأل بحزن : هل هي ذات الأسرة القديمة التي كان فيها الناشئ ينشأ وسط حنان كل أفرادها ومحيطا بمحاذيرهم ..؟..أو : وسط حنان كل الجيران ومحيطا بمحاذيرهم ..؟.. فالإجابة هي قلب الحدث والحديث ، ورحم الله زمان البيت الكبير ، والجد والجدة وما بينهما من قيم المودة التي كانت تروي ظمأ الحفيد حينا من المرحلة .. وكذلك رحم الله زمانا كان فيه المغني يغني : أنا ..حلال رفيقو ، أنا فرج الرجال وكتين يضيقو ، أنا الدابي الرصد للزول طريقو ، و : أنا المأمون على بنوت فريقو ..هكذا كان الحال عهدئذ ، وهكذا كانت القيم المتفق عليها تجاور أشجار النيم وأزيار السبيل في طرقات الناس وقراهم ومدائنهم وبيوتاتهم ..ولو عاش الذي غنى : أنا المأمون على بنوت فريقو ، لغنى مع الحاضر : مرام مرقت على الجيران ومرن ديل كم ساعات ، وغابت نجمة الضيفان ، مرام ماجات .. وعليه ، فالشرطة ليست كل الحل يا مساجدنا ، كنائسنا ، مدارسنا ، نوداينا ، أسرنا و.. يا ..ولاة الأمر .. !!
** و..زاوية البارحة ناشدتك ، صديقي القارئ ، بأن تساهم في هذا الأمر ، فهذا صديقكم أحمد عبد البارئ ، من السعودية ، يساهم قائلا : ..في لندن ، شاهد الجيران رجلا وامرأة يبحثان في (كوشة) تركت في حوش الفيلا المهجورة المجاورة لهم ، فاتصلوا بالشرطة التي هرعت على الفور إلى المكان حيث قبضت على الرجل والمرأة واللذين اتضح فيما بعد أنهما جيران للشاكي ، فاقتيدا إلى مركز الشرطة ، حيث أفادا أنهما لاحظا أن هذه الكوشة مليئة بأشياء قد تكون ثمنية ولا حاجة لصاحبها بها ، وأفادا أنهما لم يكونا يقصدان السرقة بل ، ظنا أن ما يقومان به يساعد في إصحاح البيئة خصوصا وأن ما أخذاه يعتبر نوعا من النفايات..وفي أمريكا ، شاهد الجيران رجلا مسنا يفتح باب الفيلا المجاورة عنوة، فاستدعوا الشرطة التي هرعت إلى المكان فورا، تشاجر معهم الرجل وتعارك. اكتشفوا في نهاية الأمرأنه البروفيسورهنري لويس ، والقصة المعروفة انتهت بتصالح الضابط والبروف على يد باراك أوباما بحدائق البيت الأبيض..و السؤال: هل لو أصبحنا مثل الغربيين نتصل بالشرطة في كل صغيرة وكبيرة ، سوف تستجيب الشرطة لنا بنفس السرعة والحماس الذي رأيناه هنا..؟ ..هل تعلم ، أخى ساتي ، نحن بالحصاحيصا عندما نأتي لقسم الشرطة ونقدم شكوى في أي موضوع يسألونك : هل معك سيارة..؟. فإذا كنت تملك سيارة فأنت محظوط لأنهم سوف يرسلون معك أفرادهم لموقع الحدث ، ويجب أن تضمن لهم إرجاعهم الذي يركزون عليه مقدما لأن معظهم ذاق بعض المقالب من المواطنين..وإعتقد أن إنارة الشوارع بالعاصمة يمكن أن تحل المشاكل بنسبة (80 %) ..!!
** تلك مساهمة الأخ أحمد عبد البارئ ، وهي كما ترونها قيمة تصب في بحيرة الإصلاح التي يجب أن ينهل منها ولاة أمر الشرطة ما ينفع شرطة الناس والبلد .. وللحديث بقية .. ليس حديثي فقط ، بل أصدقاء الزاوية أيضا .. نواصل سويا ، حرصا على أن يظل المجتمع السوداني بخير ..
إليكم – الصحافة الاربعاء 26/08/2009 العدد 5808
tahersati@hotmail.com