* فقد نجح ريجان لأن العقول الإلكترونية كانت وراءه.. وكان وراء نجاح نيكسون (التلفزيون) أما جونسون فقد كانت وراء نجاحه استطلاعات الرأي العام.
* في العالم السري للانتخابات الأمريكية حكايات كثيرة..
* ففي انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 1968 انتخب التلفزيون ريتشارد نيكسون.
* فقد نجح لأنه استطاع أن يواجه عدسات التلفزيون ببساطة ودون تكلف.
* كانت الستينيات هي عصر التلفزيون، السلاح الذي قال عنه شارل ديجول (أعطني التلفزيون.. امتلك فرنسا).
* فاستخدم المرشحون هذا الجهاز بدلاً من المرور على بيوت الناخبين ومقار عملهم والتوجه إلى جميع الولايات.
* أصبح بالإمكان على كل مرشح أن يصل إلى الناخب وهو جالس في بيته عن طريق هذا الجهاز السحري.
* ولكن في الثمانينيات من القرن الماضي تطورت ثورة المعلومات، إذ أصبح العقل الإلكتروني أداة رئيسية في الإعلام وجمع المعلومات.
* لقد استغل المرشحون آنذاك العقل الإلكتروني لإدارة حملاتهم الانتخابية.
* نطالع ذلك من خلال كتاب المؤلف رولاند بيري الصادر بعنوان (صناعة الرئيس) ريتشارد ريزلن أستاذ كرسي الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا مدير مركز استطلاع الرأي بها أخذه صديقه في سيارة متجهاً به إلى أحدى الشخصيات المهمة.
* لم يكن ريزلن يهتم كثيراً بمتابعة مجريات الحياة السياسية أو تتبع أخبار المسؤولين، فقد شغلته أبحاثه الاقتصادية وخاصة في الإحصاء ودراسة طرق قياس الرأي العام عن ما سواها، وحظي بشهرة واسعة على النطاق الأكاديمي.
* وجد ريزلن في انتظاره الكهل ريجان حاكم الولاية..
* ودخل معه ريجان في مناقشات عن المشكلات التي تواجه ولاية كاليفورنيا وآراء الحاكم في ضرورة العمل الشاق من أجل تقدم المجتمع، وأن الإعانات الاجتماعية التي تقدمها الدولة مثل إعانة البطالة أدت إلى تكاسل الأفراد وضعف الدولة إنتاجياً واقتصادياً.
* قبل تلك المقابلة كان رأي ريزلن في ريجان أنه ممثل ضل طريقه إلى عالم السياسة من أنه غير رأيه ووجد أمامه شخصاً مثقفاً مطلع على مشكلات واهية..
* لقد رغب ريجان بأن يقوم ريزلن باستطلاع الرأي العام في ولاية كاليفورنيا لقياس مدى شعبية الحاكم تمهيداً لإعادة انتخابه للولاية عندما تنتهي مدى ولايته.
* فطرق قياس الرأي العام في الحقل السياسي الأمريكي كانت معروفة ونال العاملون في ذاك المجال شهرة واسعة ونفوذاً كبيراً وأصبحوا كعرافي العصور الوسطى يتنبئون بمصير السياسيين. * غير أن الاستطلاعات صارت متخلفة بمرور الزمن خاصة استطلاعات الرأي التقليدي.
* ولكن ريزلن صاغ نظرية جديدة سماها (المحاكاة) وتتلخص في تزويد العقل الإلكتروني بمعلومات تفضيلية مثالاً عن حالة السوق.
* فيخلق (نموذج هيكلي) داخل الكمبيوتر يشبه السوق الخارجي في الواقع وعن طريقه يمكن معرفة احتياجات السوق الواقعي وإمكانيات تصريف منتجات معينة.
* نتائج استطلاع الرأي التقليدي التي تذاع أولاً بأول على الجماهير تحالفها طريقة ريزلن التي تحتفظ بأعلى درجات السرية ولا يطلع عليها إلا المسؤول الذي يريدها.
* وبالتالي لا تصبح النتيجة مجرد مؤشر على شعبية المسؤول، ولكن علامة توضح الطريق الذي يجب أن يسلكه ليحظى بحب الجماهير.
[/JUSTIFY]