و«دولة داعش» التي تتحرر في مناطق سنية معينة في العراق وسوريا أسوة بإقليم كردستان الذي تحرر فيه الأكراد من حكم الشيعة في بغداد. فلماذا يستجاب للعشائر الكردية في كردستان ولا يستجاب للعشائر العربية في المثلث السني العراقي؟!. وهذا هو الخلاص بالفعل من بطش دولة داعش. «داعش» ليست جماعة دعوية، ولا فريق علماء، ولا أحد من المسلمين يستفتيهم في أمر الدين، لكنهم عشائر عربية سنية أرادت الاستقلال لمناطقها في العراق وسوريا أسوة بأكراد العراق. إن الأكراد في كردستان كأنما ينفذون اتفاقية «نيفاشا» بين الخرطوم وحركة قرنق. إقليم كردستان داخل دولة يستقل عنها تماماً بجيشه الخاص وشرطته الخاصة، بل ويصدِّر نفط الإقليم أيضاً. وحتى السودان في العاصمة الكردستانية «أربيل» له قُنصل، لكنه بمواصفات سفير في نظر الأكراد.
إن حل مشكلة «داعش» بسيطة لكن لا تريدها واشنطن طبعاً لاستمرار جني ثمار الفتنة المُرّة.
وحتى الأردن الذي توعَّد القادة العسكريين للعشائر العربية السنية في دولة داعش بعد إعدامها للطيار الأردني «الكساسبة» لو كان بإمكانها مسح داعش من الأرض، فلن ترضى في الوقت الحالي واشنطن.
إذن.. الحل للأردن وغير الأردن ليس في الثأر من «داعش» بإعدام المرأة المتحمسة «ساجدة».. فأرض العشائر السنية في العراق تنبت ألف «ساجدة». لكن الأردن ستخسر مزيداً من العناصر العسكرية حتى داخل «عمان» نفسها. ومعلوم أن تسعين بالمائة من الشعب الأردني ليس من «الهاشميين» المشار إليهم في اسم «المملكة».
وكان الأفضل أن تبتعد الحكومة الأردنية من لعنة «الثأر»، وأن تحتسب الضابط الكساسبة الذي اعتقلته قوات العشائر العراقية. أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وهو يتعرض للاعتقال من العشائر التي تريد تقرير المصير مثل الأكراد في العراق.. حتى هؤلاء الأكراد إذا لم يجدوا فرصة لتقرير مصيرهم ويستقلوا بجيشهم ونفطهم عن بغداد، لفعلوا أسوأ مما فعلت العشائر في دولة داعش. إن جلال الطالباني عميل لمخططات أجنبية إقليمية ودولية ضد العراق السني العربي، وكذلك البرزاني هو ووالده كانا عملاء لإسرائيل وزار هو إسرائيل أيام حكم صدام. قد تريد داعش تقرير المصير كما أرادته الحركة الشعبية في السودان يا واشنطن.[/JUSTIFY]