ظل سكون الوضع السياسي في مصر يعتبر لفترة طويلة ميزة في منطقة مضطربة لكن مع تقدم الرئيس حسني مبارك في السن دون خليفة ظاهر بدأ المستثمرون الاجانب يتساءلون عما اذا كان هذا الامر عائقا.
لم يقل مبارك (81 عاما) إن كان سيرشح نفسه مجددا في انتخابات عام 2011 الامر الذي أجج الحديث عمن سيحكم بعده. ويعتقد كثير من المصريين أنه اذا لم يرشح نفسه فسينقل السلطة الى ابنه. لكن يظل هناك مرشحون اخرون محتملون أو شخصيات مؤثرة يمكن أن تخوض السباق.
وفيما يلي نبذة عن شخصيات وجماعات ومدى فرصها فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية..
1 – جمال مبارك ابن الرئيس والسياسي في الحزب الحاكم..
وجهة النظر الغالبة هي أن جمال ابن مبارك الاصغر والبالغ من العمر 46 عاما يجري اعداده للمنصب. وينفي كل من مبارك وجمال -وهو مصرفي سابق- الاعداد لمثل هذا الامر.
ويشغل جمال منصب الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي ومنصب أمين السياسات في الحزب. وقد طبق حلفاؤه في المناصب الاقتصادية العليا في مجلس الوزراء اجراءات للتحرير الاقتصادي نالت استحسان المستثمرين.
لكن جمال -على النقيض من الرؤساء الثلاثة الذين حكموا مصر منذ اسقاط الملكية بعد ثورة يوليو عام 1952- ليس له خلفية عسكرية وهو الامر الذي يمكن أن يكون عقبة كبيرة أمام شغله المنصب بحسب قول محللين.
2 – عمر سليمان مدير المخابرات العامة..
عمر سليمان مدير المخابرات العامة هو الشخصية التالية بعد جمال مبارك الذي يتوقع مصريون أن يشغل المنصب. وهو مساعد مقرب للرئيس المصري وبرز كوسيط مهم في عملية السلام في الشرق الاوسط.
ويقول محللون ان مثل هذا التكليف بالوساطة يبين الثقة التي يوليها اياه مبارك الذي يحب التأكيد على دور مصر القيادي في صنع السلام في المنطقة. ولا يتحدث سليمان كثيرا الى الشعب المصري.
وحتى اذا لم يظهر سليمان كمرشح فعلي للرئاسة فان كثيرين يقولون انه يمكن أن يكون صانع الرئيس الجديد.
3 – مرشح عسكري..
يقول محللون ان مرشحا عسكريا يمكن أن يبرز. وكان الرؤساء الثلاثة منذ عام 1952 – جمال عبد الناصر وأنور السادات ومبارك – ضباطا في الجيش.
وكان مبارك نائبا للرئيس قبل توليه الرئاسة عام 1981 وبقي في الحكم لفترة أطول بكثير مما توقعه منتقدوه في ذلك الوقت. ولم يعين مبارك نائبا له.
4 – محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية..
قال البرادعي انه سيبحث ترشيح نفسه في الانتخابات لكنه ذكر أن ذلك يعتمد على تعديلات يطالب بها في الدستور وضمانات لنزاهة الانتخابات. ويقول محللون ان من غير المرجح الاستجابة لمطالبه.
وحين عاد البرادعي في فبراير شباط لزيارة قصيرة لمصر كان في استقباله في المطار نحو ألف من مؤيديه لكن هذا العدد ضئيل جدا بالمقارنة بعشرات الالوف من المؤيدين على موقع فيسبوك وغيره من مواقع الانترنت الامر الذي يبرز صعوبة أن يتحول النشاط المناويء للحكومة في الشبكة الدولية الى حملة في الشوارع.
وحين سئل مبارك عن البرادعي في مؤتمر صحفي في برلين يوم الخميس قال ان له أن يرشح نفسه في انتخابات 2011 اذا أراد لكنه بدا ضجرا حين سئل في نفس المؤتمر عما اذا كان يرى أن البرادعي بطل قومي. وقال “لا نحتاج لبطل قومي من هنا أو هناك.”
5 – أيمن نور السياسي المعارض..
جاء أيمن نور في المرتبة التالية لمبارك بفارق كبير في الاصوات في الانتخابات الرئاسية التنافسية الاولى في مصر عام 2005. وفي نفس العام حكم عليه بالسجن لادانته بالتزوير وهو اتهام يقول انه لفق له بدوافع سياسية.
وقال نور الذي أفرج عنه العام الماضي لاسباب صحية بعد قضاء أكثر من ثلاثة أعوام من خمسة هي مدة الحكم انه يريد أن يخوض انتخابات 2011 بعد أن وافق حزب الغد الذي يتزعمه على ترشحه.
وقال انه سيطعن في تطبيق بند قانوني عليه يمنعه من الترشح لخمس سنوات على الاقل بعد انقضاء فترة سجنه الاصلية الامر الذي يجعله غير مؤهل للترشح للانتخابات المقبلة. ويقول محللون ان من غير المرجح أن ينجح في ابطال هذا الحظر.
6 – رئيس الوزراء أحمد نظيف..
أسند مبارك اختصاصاته الرئاسية لرئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف قبل عملية جراحية أجريت له هذا الشهر في ألمانيا. لكن نظيف ينظر اليه على أنه تكنوقراطي متمرس بغير نفوذ سياسي يجعله منافسا محتملا على المنصب. ويقول محللون انه قد يكون بامكانه توجيه السياسة الاقتصادية لكن ينقصه النفوذ الواسع.
وبحسب الدستور تنتقل الرئاسة الى رئيس مجلس الشعب اذا مات الرئيس أو أصابه عجز دائم. ولابد من اجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما من تاريخ الوفاة أو العجز.
7 – جماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعة معارضة..
جماعة الاخوان المسلمين هي المنافس الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مجلس الشعب الذي يشغل نحو خمس مقاعده أعضاء في الجماعة وهو عدد يفوق بكثير عدد المقاعد التي تشغلها أي جماعة معارضة أخرى.
لكن الجماعة التي يتعرض أعضاؤها لحملات احتجاز أمنية بين وقت واخر محظورة باعتبار أن الاحزاب الدينية ممنوعة في البلاد. وعلى ذلك يلزم أن يخوض اخواني الانتخابات كمرشح مستقل وهو أمر صعب للغاية في ظل قواعد الانتخاب المصرية.
فالمستقل يلزمه الحصول على تزكية 250 عضوا في المجالس المنتخبة التي يهيمن عليها الحزب الحاكم الذي يرأسه مبارك الامر الذي يعني استبعاد ترشح اخواني للمنصب.
ومع استمرار حملة احتجاز أعضاء في جماعة الاخوان يقول محللون وكذلك الجماعة نفسها ان من الصعب أن تحصل في انتخابات 2010 على المقاعد التي شغلتها في مجلس الشعب بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005.
8 – الاعضاء القياديون في أحزاب المعارضة..
طبقا للدستور يجوز لعضو في الهيئة العليا لاي حزب مرخص له بالنشاط الترشح للمنصب بشرط أن يكون قد قضى في المنصب عاما على الاقل قبل اعلان فتح باب الترشح للانتخابات وألا تقل فترة النشاط المتصل للحزب عن خمس سنوات وأن يكون ممثلا بعضو منتخب واحد على الاقل في مجلس الشعب أو مجلس الشورى.
وخاضت أحزاب معارضة -مثل حزب الوفد الذي تشكل في سنوات الكفاح للاستقلال عن بريطانيا- انتخابات الرئاسة عام 2005 لكنها حصلت على أصوات قليلة للغاية فيما يقول محللون أنه ناتج عن اخماد أصوات المعارضة والذي تسبب في تمزيق تلك الاحزاب وفشلها في الحصول على تأييد جماهيري.
ورفض البرادعي الانضمام لاي حزب قائم من أجل الترشح للمنصب قائلا ان ذلك سيكون اقرارا منه بشرعية قواعد للعمل السياسي يراها غير مشروعة.
مصراوي