** عفوا عزيزي القارئ ، لن أهدر وقتك بحديث قتلته أقلام وألسنة الوطن الصادقة بحثا وتقصيا وتوضيحا .. لن أهدر وقتك بما آلت اليه أحوال سودانيرك سابقا ، حين أراد لها مهندسو التخصيص تلك الأحوال ، وهى بالتأكيد أحوال تتناسب عكسيا مع أحوال الذين يرافعون عنها ، حين تحترق طائراتها ينهضون وحين تتساقط يرتفعون ، ولكن لا عليك ، هناك شبر غير عميق تتكشف فيه الأشياء وتتجلى الحقائق، وكل نفس بما كسبت تتوسد ثراه ، يراه البعض بعيدا ، بيد أنه يحدق في الكل منذ مرحلة النطفة .. فالحديث ليس عن سودانير التي يجب ألا نهدر فيها الزمن والمداد ، هى شركة طيران نجاحها نجاح لعارف والفيحاء وفشلها فشل لعارف والفيحاء ، فلم يمزق الشعب كبده – نصحاً ونقداً – لشركة لم يعد يملك فيها غير نسبة ضعيف لم يجد من يستقوي به يوم « توزيع الأسهم »..؟ .. هنيئاً للملاك الجدد ناقلا كان صاحبه السابق يتباهى به – جيلا عن جيل – بانه الأقدم والأول والأوسع تحليقا في فضاء العالمين العربي والإفريقي ، هنيئا لهم ذاك التاريخ الأخضر ثم هنيئا لمهندسي التخصيص – والمرافعين عنهم – أجر المناولة .. ما لنا وهذا الغم سيدي القارئ ، فلندخل الي قضية اليوم التي بطلها الدكتور يس الحاج عابدين أيضا .. ولهذا فقط كتبنا تلك المقدمة ، وسامحونا عليها .. والي القضية وبطلها يس الحاج عابدين ..!!
** باعلان منه وتكليف تدافع بعض من شباب بلدي وشيوخه – بمحليات كرري وشرق النيل وجبل أولياء – للعمل في عمليات التعداد السكاني ..أفواها في منازلهم تأكل الطعام لتعيش ، صغارا تحت رعيتهم يذهبون للمدارس ، مرضى تحت عنايتهم يتلقون العلاج .. من أجل هؤلاء تجولوا في مدائن الولاية وأريافها ، تحت هجير شمسها وفي ظلام ليلها ، تحملوا كل هذا الرهق نظير أجر وعدهم به يس عابدين بعد أن دفعته الأمم المتحدة كما قالت بعثتها .. أكملوا عملهم بأفضل مايكون كما قال يس عابدين ذاته ، ولكن بعد أن سلموه استمارات التعداد كلها بكل أرقامها ، مدوا أياديهم ليستلموا أجورهم فلم يجدوا عنده غير الوعد والتلكؤ ثم التجاهل ، منذ يوم انتهاء التعداد « 6 مايو » والي فجرنا هذا « 8 يوليو » .. وأنت تبحث فى البخاري ومسلم لتحشو مقالات المرافعة عن سودانير بأحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ألم تجد حديثا شريفا – في الصحيحين – يأمرك بأن تعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ..؟.. وأعلم بأنهم لن يضربوا رؤوسهم بالحائط ، كما قال لهم أحدكم حين عرضنا قضيتهم قبل أسبوعين ونيف ، لن يفعلوا ذلك ، فالسماء أقرب إليهم من الحائط ، وأبوابها لاتحجب دعوة المظلوم الضعيف .. وعليه ، فواصل مرافعا عن سودانير وسقوط طائرتها ، فأنت – فعلا – أهل لهذا المقام … والسلام ……!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 8/7/ 2008م،العدد5407
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]