لكن الدول لكي تقطع لساننا.. فقد بحثت بصراحة عن من ينصر الاقتصاد بأحد صاحبي الموقعين وزير المالية والاقتصاد الوطني أو محافظ بنك السودان. والاثنان كانا «ابن خطاب» الاقتصاد. والنصر طبعاً ليس كاملاً.. لكنه في هذا الطريق.
قلنا إن المشكلة الأولى هي الأمنية.. وقد وجدت لحلها «الدعم السريع». فهل أيضاً وجدت المشكلة الاقتصادية.. دعماً.. من جنس ذاك؟! نعم.
كنا نسأل همساً؟!.. ما هو دور ما يسمَّى بالأمن الاقتصادي في.. حل المشكلة الاقتصادية بالبلاد؟!. وجدنا السؤال بدون إجابة قولية. لكن هل وجدت «الفعلية»؟!. «نحيا ونشوف». نحيا ولو بعد ثانية. وهاكم خذوا كتاب التقرير بقوة. فانعاش الاقتصاد من أجل أبنائكم للخدمات التعليمية والصحية وتوفير الوظائف. حتى الأطباء نخشى أن نجد جزءاً منهم في صفوف العاطلين على قارعة الطريق ليقوموا بعلاج العاطلين مثلهم مجاناً. والتقرير يقول بأن حجم الموارد قد تحسن نتيجة لسياسات البنك المركزي. والبنك المركزي طبعاً كان ضمن سياساته سماحة بتحرير حصيلة الصادرات وحرية التصرف فيها. فهي نظرية اقتصادية مالية وسطية. فلا طفيلية رأسمالية ولا استبداد في الجانب الآخر. وهنا نموذج من «الوسطية في الوقت المناسب». ثم تمتع «المغتربون» بسياسات تحويلية مرضية ومثمرة. هذا حدث. فبأي خبر بعده تؤمنون؟!. ثم الأهم.. والأهم. العلاقات المصرفية الخارجية. وهي مربط الفرس في دولة مثل السودان تتطلع دائماً لتطوير نظام الصادرات. فالانفراج الكبير جداً في علاقات المصارف السودانية مع المصارف الخارجية في الخليج مثلاً قد طورت نظام الصادرات.. والأهم في هذا الوقت الصادرات «غير البترولية».. وقد ارتفع معدلها طبعاً بصورة تبعث على التفاؤل بمستقبل اقتصادي قريب أفضل. والصادرات هذه المرة لا تقل أهمية عنصرية من النفط.. بعد ثورة التعدين وصادرات الذهب. والعلاقات المصرفية طبعاً لا تقف عند البنوك الخليجية فقط، بل تعدتها إلى أبعد من ذلك.. فحتى الصين نبت في شجرة علاقاتها مع السودان فرع علاقات مصرفية. فقد حصل البنك المركزي بالفعل على تسهيلات كبيرة من البنوك الصينية إذن الصين والسعودية وقطر والإمارات، فإن العلاقات الدبلوماسية معها قد أثمرت علاقات مصرفية لمصلحة الاقتصاد السوداني. حتى لا يهاجر أطباؤنا.. بل بعد ثراء الدولة بالصادرات تتمكن هي من استيراد كل المعدات الطبية ويقرأ بعض أبنائنا في الجامعات الحكومية «الهندسة الطبية». كل هذا وغير هذا يتوفر بعائدات الصادر.
إن البشارة وأهم بشارة الآن للشعب السوداني هي عائد الصادرات غير البترولية. وهي بلسان الحال نغني لها مع الراحل مصطفى سيد أحمد ما كتبه الشاعر الكبير صلاح حاج سعيد:
راجي منك بس إشارة كلمة تديني البشارة
إن انتصار قواتنا في الميدان بشارة.. وإنجاز الحلول للمشكلة الاقتصادية بشارة.
خطوة منك وخطوة ليك
راجي منك بس إشارة
كلمة تديني البشارة
٭ إن بنك السودان يقدم البشارة.. بشارة تطوير نظام الصادرات «غير البترولية».. حتى نستغني عن رسوم مرور نفط الجنوب وغشامة بعض مسؤولي حكومة الجنوب من أصدقاء عرمان الذين يستكثرون على السودان مستخرج نفطهم هذه الرسوم.
راجي منك بس إشارة كلمة تديني البشارة[/JUSTIFY]